بينها ترسبات بحيرات وكثبان رملية قديمة وأحافير وآثار
نفذ فريق من الجيولوجيين مع مجموعة من المختصين من وزارة التراث والثقافة أعمال المسوحات والتنقيبات الأثرية في شمال نيابة ميتان في ولاية المزيونة لدراسة التغيرات الجيولوجية والمناخية ومعرفة تاريخ الاستيطان البشري في المنطقة. جاء ذلك بعد تلقي عدة بلاغات من السكان المحلين عن العثور على أدوات حجرية قديمة في المنطقة.
أظهرت نتائج المسح عن العثور على العديد من الأدوات الحجرية التي تدل على استيطان في فترات مختلفة من العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث وشملت هذه الأدوات مرابط حجرية للحيوانات ومدقات صخرية ورؤوس سهام وفؤوس حجرية، وقد وجدت هذه الأدوات جنبا إلى جنب مع أحافير عظام حيوانات متحجرة تعود للحيوانات التي اصطادها الإنسان في تلك العصور القديمة
يهيمن على المنطقة الكثبان الرملية الخطية الواسعة التي تغطي هضبة الصخور الجيرية على ارتفاع يتراوح بين 280 مترا و300 متر فوق مستوى سطح البحر، ويوفر اكتشاف هذه المنطقة الأثرية الجديدة معلومات استثنائية جديدة حول المجتمعات التي استوطنت جنوب شبه الجزيرة العربية خلال العصور الحجرية. وتُظهر المقارنات مع المواقع المعروفة في صحراء الربع الخالي المنتشرة على طول السلسلة الجنوبية عبر عمان واليمن وأيضًا في المملكة العربية السعودية وجودًا كثيفا للسكان الذين عاشوا وانتقلوا في هذه المنطقة قبل آلاف السنين في مناخات مطيرة أصبحت خلالها منطقة الربع الخالي جذابة للاستيطان والانتقال بسبب وفرة المياه والأعشاب والحيوانات.
وتتميز المنطقة الواقعة شمال نيابة ميتان بوجود كثبان رملية عالية، يظهر بعضها على صور عديدة منها الكثبان الرملية أو الكثبان النجمية، وتفصل بين هذه الكثبان سبخاتٌ رملية وملحية، ترسبت قبل آلاف السنين في بحيرات مائية، كانت فيما يبدو تعج بالحياة حولها، في بيئة أشبه ما تكون ببيئة السافانا في أفريقيا، ويبدو أن هذه المنطقة كانت فيما سبق بيئة جذابة جدا للحياة وقيام الحضارات قبل دخول شبه الجزيرة العربية بمرحلة الجفاف وارتفاع الحرارة.
المصدر: اخبار جريدة الوطن