استطلعت الآراء ـ حفصة بنت محمد الجهورية:
■■ بعد ترقب طويل من قبل أولياء الأمور والطلاب والكادر التعليمي، جاءت قرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع انتشار فيروس كورونا “كوفيد 19” التي اطلعنا جميعًا عليها. وجاء بيان وزيرة التربية والتعليم شارحًا للعديد من النقاط، حيث أقرَّ العودة للمدارس ومباشرة المسيرة التعليمية في السلطنة مع العديد من الخطط الدراسية والإجراءات الاحترازية التي نأمل أن تحمي الطلاب والكادر التدريسي من فيروس كورونا ..■■
ولكن هل كان كل ذلك كافيًا؟ وهل كان مطمئنًا؟ وهل كان بالوضوح التام؟ وهل ستكون العملية التعليمية سلسة بعد ما أقر؟ كل هذه التساؤلات دارت في عقول العديد ممن استمع إلى قرارات اللجنة العليا وبيان معالي وزيرة التربية والتعليم، لذلك قامت (الوطن) بحصر مجموعة من آراء أولياء الأمور التي يلفها العديد من التساؤلات والتخوف والتشكك.
حلقة أولى يجب استثناؤها
تقول نعيمة بنت سالم السعدية: بالنسبة للخطة القادمة تحتاج إلى معرفة دقيقة بالمتغيرات الجديدة، وبالتالي لا يمكن وضع أي خطة بأهدافها واستراتيجيتها إلا بعد معرفة المتغيرات فعليًّا، وبعدها يمكن المحاولة في وضع اقتراحات بأي خطط قادمة، خصوصًا الصف رابع فيه منهج جديد في اللغة العربية أعتقد والتربية الإسلامية، وكل هذا سوف يتضح عند العودة إلى المدرسة وأهم الأهداف بالنسبة للصف الرابع القدرة على القراءة والتعبير وفهم الأسئلة والإجابة عنها بطريقة صحيحة؛ لأنه في الصف الخامس سوف تكون معه اختبارات تضاف له، مشيرة إلى أن الأمر غير واضح حقيقة حتى الآن. وبالنسبه لي أشعر بتخوف وصعوبة خصوصًا أن معي ابنًا في الصف التاسع وتم إضافة مواد عملية جديدة ومنهج جديد في الرياضيات والعلوم أصبح معهم كيمياء وأحياء وفيزياء، وكل هذه المواد تحتاج إلى شرح وفهم، وهذا لا يكون إلا بتواجد الطلاب في المدرسة وفهمها من المعلم أو المعلمة. وتابعت: عندي سؤال في عقلي: هل سوف أكون قادرة على متابعة ولدي أو ابنتي في البيت، وأيضًا هناك تخوف من المدرسة من الإصابة بفيروس كورونا للطلاب؟ وهل سيكون هناك حلول بالنسبة للطلاب في الدرجات بحيث تكون لمصلحة الطلاب في ظل هذه الظروف، ومعي طفل في التمهيدي، وحتى الآن لا أعلم هل سوف أرسل ابني إلى الروضة، خصوصًا أنه تمهيدي ويحتاج إلى تأسيس، وبالرغم من بيان معالي وزيرة التربية والتعليم إلا أنه ما زال في عقلي الكثير من الأسئلة التي لم أجد لها إجابة كوني ولية أمر وما زال الغموض في كثير من الأشياء، وهل سوف يستطيع الطلاب أن يكونوا مثل السابق من حيث الفهم والاستيعاب، خصوصًا لديهم خوف كبير على أنفسهم وعلى من معهم في البيت من نقل الفيروس؟ وهل تستطيع المدارس فعلًا أن تؤمّن لهم الاستعدادات الكافية لحماية الطلاب من هذا الفيروس وأيضًا تحقيق تعليم متوازٍ لهم يحقق الأهداف المطلوبة منهم تحقيقها في التعلم في ظل هذه الظروف؟ وأضافت: بصراحة الحلقة الأولى من المفترض أن يستثنوا من العودة للمدارس وبدلًا من ذلك تسلم لهم (أقراص مدمجة) ويكون الأبوان مسؤولين عن شرح الدروس مع التواصل مع المعلم؛ لأن من الصعب التزامهم بالإجراءات الاحترازية وفي الأساس باقٍ شهران على منتصف السنة يكملونه من المنزل وحلقة أولى دروسهم سهلة، وهذا رأي الكثير من الأمهات.
خوف وتردد
وقال سلطان بن محمد القاسمي: إن واحدًا من أهم المجالات الحيوية في المجتمع هو المجال التعليمي؛ كونه عملية تراتبية وتراكمية يستند إلى تجميع الخبرات وتلقيها على شكل جرعات، وشأنه شأن القطاعات الأخرى فقد تأثر بالظرف الصحي العالمي المعروف بجائحة كورونا، إذ إن أهم الإجراءات الوقائية لتجنب الوباء هو التباعد الجسدي، بينما التعليم يقتضي الاجتماع والوجود في المدارس والجامعات، فصرنا بين أمرين (التعليم والصحة)، وبكل تأكيد فصحة الإنسان أولى لكن مع تمدد الوباء واستغراقه وقتًا طويلًا فكر كثير من الدول ببدائل مناسبة ضمن الحد الأدنى الممكن فكان التعليم عن بُعد، ولا شك أن التحصيل لن يكون بالمستوى نفسه مقارنة بالتعليم التقليدي لا سيما فيما يتعلق بالمراحل الأولى للتعلم الأساسي، لكن هو أفضل من حالة التوقف. موضحًا بأنه ومع العودة الجديدة وتعليمات اللجنة العليا لا أحد من جائحة كورونا يظهر التساؤل مرة أخرى: هل سيتم اعتماد التعليم الاعتيادي مع وجود مخاطرة صحية بحياة الطلبة أم اللجوء إلى البدائل مع ضعف التحصيل؟ بل هناك من يرى أن تأجيل العام الدراسي هو الحل، لكنني أقول إن الرأي الأول للجنة العليا هي أدرى بالواقع الوبائي وهي حريصة بالتأكيد على صحة أبنائنا، وحتى لو تم اللجوء إلى التعليم عن بُعد – وهذا ما أراه يناسب الوضع في حالة عدم السيطرة على الوباء – سيكون هو البديل المناسب وليس الطموح لكن هذا الممكن، والضعف المتوقع في التحصيل يمكن معالجته عبر إضافة ساعات إضافية دراسية في السنوات اللاحقة التي سينتهي فيها الوباء بإذن الله، وهذا يعني من الممكن أن تعزز البرامج الدراسية بعد انتهاء الجائحة بالتركيز على إعادة مجموعة من الموضوعات المهمة، وهذا بالمناسبة يمكن فعله أيضًا حتى مستوى الجامعات. وقال: أنا كَوَلي أمر سيظل ينتابني خوف وترقب وتردد في إرسال أبنائي إلى المدرسة في ظل انتشار الوباء، وأتصور أن فتح المدارس لا يخلو من مخاطرة، وهذا ما حصل في دول هي أقل إصابات، فعندما فتحت المدارس تم إغلاق بعض منها بسبب إصابات عدد من الطلبة وهذه كارثة أخرى تسرع بانتشار الوباء وتفشيه، ولتجنب ذلك أنا كَوَلي أمر أُفضل أن يكون التعليم عن بُعد حفاظًا على صحة الأبناء، وكذلك للحد من تفشي الوباء، والعالم كله يتحدث عن موجة ثانية، لذا أتمنى عدم العودة للمدارس واللجوء إلى البدائل هو الأفضل والمقبول.
قرار يحتاج إعادة نظر
أما راشد بن محمد الجهوري فيقول: قرار العودة للمدارس على حسب المعطيات قرار يحتاج لإعادة نظر مع احترامنا لذلك، ولكن الوضع يفرض علينا التأني في مسألة العودة للمدرسة، كما أن القرارات التي صدرت بالنسبة لدوام الطلاب فهي غير منطقية من حيث تدريس الطلاب أسبوعا لأسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة، والتعليم عن بُعد هو الأسلم لأبنائنا الطلاب بدلًا من الدوام في المدارس، وهناك تجارب من دول العالم ودول قريبة منا يجب أن نأخذها بعين الاعتبار فقد فتحوا المدارس لأسبوع أو أسبوعين ثم عادوا لإغلاقها، فنحن يجب أن نأخذ العبرة ليس هناك داعٍ لخوض التجربة بما أنها فشلت في دول أخرى وإنما يفترض أن نبحث عن البدائل.
وأضاف الجهوري: وبالنسبة للإجراءات الاحترازية التي ستتخذ فلا أعتقد أبدًا بأنها ستكون كفيلة بحماية أبنائنا الطلبة من هذا الفيروس، ويجب أن يضع في الحسبان أن قياس درجة حرارة الطالب ليست مقياسًا لسلامتهم، فهناك أعراض قد لا يكون للمعلمين علم بها، وهناك أعراض لا تظهر على المريض وهنا يمكن أن يتسبب طالب واحد فقط في نقل العدوى لفصل كامل، ومن الفصل للمدرسة ونسأل الله السلامة، والعملية التعليمية لا أتوقع أن تكون سلسة مطلقًا؛ لأن الطالب والمعلم في نفس الوقت يحمل هاجس الخوف من أن يكون الطرف الآخر أيًّا كان مصابًا ويقوم بنقل العدوى له وتكون المسألة كلها شك بشك، وهنا نجد الدافعية والحماس للتعلم ليست مثل السابق وقد يحصل بعض الاستهتار من بعض الطلاب.
التعليم عن بُعد الوسيلة الآمنة
آمال بنت سالم العلوية قالت: في ظل جائحة انتشار فيروس كورونا أصدرت اللجنة العليا بخصوص بدء العام الدراسي الجديد وآلية العمل به بتهيئة البيئة التعليمية الصحية بتطبيق متطلبات الإجراءات الاحترازية وبشدة لتلافي انتشار فيروس كورونا بين الطلاب والكادر التعليمي، موضحة بقولها: وبحكم كوني أحد أولياء الأمور أرى أن عملية التعليم عن بُعد هي الوسيلة الآمنة للحفاظ على فلذات أكبادنا من هذا الفيروس في الوقت الحالي، فنحن لن نخاطر بأبنائنا، فما شهدناه من تجارب الدول الأخرى وما اتخذته من إجراءات وتدابير احترازية مشددة لسير العملية التعليمية فيها إلا أنها اتخذت مرة أخرى قرار إغلاق المدارس في ظل تفشي موجة ثانية وخصوصًا بين طاقم الكادر التعليمي والطلاب، ولذلك علينا أن نأخذ في الاعتبار تجارب هذه الدول والتراجع عن قرار عودة الطلاب إلى المدارس، لذلك يعد التعليم عن بُعد من أنجح الحلول في الوقت الراهن لتجنب الإصابات وانتشار الفيروس، ويأتي ذلك من خلال التعاون والتنسيق بين الكادر التعليمي وأولياء الأمور في تهيئة بيئة تعليمية مناسبة وصحية؛ لأن سلامة أبنائنا هي في المقام الأول لذلك لا بد من التكاتف بين الجميع للمطالبة بعملية التعليم عن بُعد وتهيئة كافة متطلبات التعليم الإلكتروني وتسهيل البرامج المختلفة لمواصلة التعليم هذه السنة في ضوء هذه الظروف الحالية.
اختلاف الفترات الدراسية
ميساء أحمد أيوب قالت: عودة الطلاب للمدارس فيها الكثير من المخاوف، أولًا هو الخوف من الموجة الثانية والمجتمع الطلابي عرضة لمثل نقل الأوبئة بسبب الكثافة وسبب عدم قدرة ضبط الطلاب، وثانيًا هو تقسيمهم إلى مجموعات حضور وعن بُعد سيؤدي إلى أخطاء في التعليم وضعف التعليم وخصوصًا كثيرًا من مراحل التعليم تحتاج للعودة المباشرة للمعلم مثال على ذلك مرحلة الحلقة الأولى من الصف الأول للرابع أو ما قبل المرحلة الأولى يحتاجون للتواصل مع المعلم حتى يتمكنوا من الفهم وإلا نحصل على مخرجات ضعيفة، مؤكدة أن وزارة التربية والتعليم حددت تقليص التعليم ودمجه والتباعد بين الطلاب وهذا شيء طيب ولكن ترتب على ذلك وجود ثلاث فترات للذهاب للمدارس طلاب الفترة الصباحية وطلاب فترة الظهيرة وطلاب الفترة المسائية، وهناك من أولياء الأمور لا يستطيعون أن يواكبوا خروجهم للعمل وتوصيل أبنائهم ثم العودة لأخذهم، وخصوصًا إذا كان عندهم أبناء بمراحل مختلفة، بعضهم في فترة الصباح وبعضهم في الظهيرة والبعض الآخر في فترة المساء، وهذه من أبرز المشاكل التي تواجه هذه المرحلة من التعليم.
المصدر: اخبار جريدة الوطن