مع انطلاقة أولى جلسات المقهى العلمي يوم الأربعاء المقبل والذي يقيمه مركز «موارد» بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في موسمه السابع، فإن هذه الانطلاقة تواكب احتياجًا بيئيًّا واقتصاديًّا عاجلًا يتمثل في أهمية البنوك الجينية النباتية، وهي مخازن للبذور أو الأنسجة النباتية تساعد في الحفاظ على التنوع الجيني، وتأتي محتوياتها أساسًا من مجموعة واسعة من السلالات البدائية وأنواع المحاصيل.
وينبع الاحتياج العاجل لهذه البنوك من كون النباتات المحلية التي تُعد أساسًا لتحسين إنتاج المحاصيل في حالة تناقص شديد بسبب إحلالها بأصناف أخرى مستوردة، ليضاف إلى ذلك التدهور البيئي وتناقص الغطاء النباتي والرعي الجائر، والتغير المناخي.
ويزداد هذا الاحتياج مع تأثيرات الحالة المدارية “شاهين” على الغطاء النباتي وما خلَّفته من أضرار طالت نباتات وأشجارًا في الولايات المتضررة ما يتطلب حماية هذه الأصناف والعمل على استدامتها، وبخاصة مع ما تتعرض له من ممارسات أخرى تهدد وجودها، الأمر الذي يستدعي وجود آليات لحماية هذه النباتات وبخاصة النادرة منها.
ومن هذا المنطلق، ستركز أولى جلسات المقهى العلمي والتي سيتحدث فيها متخصصون في الجينات الوراثية النباتية، وفي النباتات والأشجار العمانية على البنوك الجينية وتحديدا بنوك البذور؛ لأنها تُعنى بحفظ وصون بذور الأنواع النباتية لفترات تمتد إلى مئات السنين ويتم استخدامها لاستدامة وإعادة تكوين الغطاء النباتي، حيث من المؤمل أن تجد نتاجات هذه النقاشات العلمية طريقها إلى التنفيذ.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن