زهير ماجد
السؤال الوحيد على لسان الجميع ، إعادة الرقة إلى حضن الوطن وتنظيف دير الزور. الرقة وما أحلاها من مدينة تلامس نهر الفرات، تعشق بستان هشام الذي ذاع صيته في العالم إبان العصر الاموي، مسقط رأس الدكتور عبد السلام العجيلي الذي ترك الرقة يوم نكبة فلسطين ليقاتل على أرضها فيخسر إحدى عينيه، إلى فرقة العجيلي للفنون الشعبية التي اتحفتنا بموسيقاها المنوعة يوم زرنا تلك المدينة الجميلة.
علينا أن ننتظر قرار الجيش العربي السوري في يوم قادم نعتقد أنه بات قريبا. المواطن السوري ينظر إليه بالأشبار في هذه الأيام، بمعنى أنه لن يبقى ولو شبر واحد معتدى عليه أو محتل من قبل أرهابي بات يعرف قبل غيره أن أيامه أزفت، وأن رحيله أما عن هذه الدنيا أو إلى السجون أو الهروب وقطع الفيافي صار بمتناول اليد.
القادمون من الرقة يرون مشاعرهم عن معاملة الإرهابيين لهم، عن الحياة التي تبدلت تماما خسروا فيها حريتهم، وحركة يومياتهم وأفكارهم التي باتت تختبيء في رؤوسهم خوفا من سكين الذابح، إضافة إلى طقوسهم التي كان لها شأن فصارت مفروضة كما يروق للمسلحين بقوة السلاح.
في هذا الجو الخرافي كما سماه أحدهم، تمر النهارات والليالي على صعوبة وانتظار .. حتى أولئك الذين كانوا مترددين تحولوا اليوم إلى نشطاء للدولة، ” الدولة وحدها سيدتنا ” هكذا سمعنا من أحدهم ليقول إن الدنيا أسودت يوم دخل الإرهابيون الى مدينتنا.
نسأل من يعرفون، متى موعدنا مع الرقة فيكون الرد أن انتظروا قليلا .. كلمة ” قليلا ” مطاطة، فيكون الرد لا ليست كما تعتقدون. لا أحد يملك هذا السر غير الرئيس والقيادة العسكرية، الكل يحلل، أما الحقيقة فعند هؤلاء, والزمن ايضا ملكهم فهم من يحركون الجيش ساعة تصبح المعركة جاهزة ومناخها مطلوب.
هل تذكرون يوم زار الرئيس بشار الأسد الرقة قبل ان تصبح بيد الارهاب .. كثير من السوريين السياسيين والمثقفين زاروها في ذاك التاريخ، بل إن بعض العرب أقاموا فيها حوارات الصمود واعرف عددا منهم لم يكن قد زارها قبلا وتفاجأ بموقعها الآخاذ. لاشك أن المعركة المنتظرة في هذه المحافظة الملتصقة بمحافظة دير الزور، ستكون أم المعارك بعدما تحولت الى تجمع لشتى أصناف الارهاب وأشكاله النتنة .. عشرات الالوف منهم يعتبرون وجودهم فيها قضية حياة أو موت، بمعنى ان لامكان آخر بعدها، ولا وجود لبديل سوى الصحراء التي لايمكن اللجوء اليها في كافة الظروف. لكنهم ايضا، باتوا يعرفون ان الدولة السورية والقيادة والجيش والشعب، كلهم ينتظرون كلمة ” متى ” التي سوف تأتي، وستكون بالتالي نزالا يصعب الحديث عنه قبل اوانه. فبعد تدمر لن يكون هنالك ما هو أصعب على الجيش العربي السوري وعلى الخطط ، وعلى تلك المساحة الجغرافية الواسعة التي خيضت بهذا النفس الواثق من النصر، دائما يكون عيش النصر قبل حصوله ضرورة لرؤيته لاحقا، عيش النصر ضرورة قبل أية معركة. من ينتصر لايتفاجأ بما حصل عليه .. وعلى عكس ذلك فان الارهاب يشعر بالهزيمة قبل أن تقع ، وقد بات يراها في كل مكان اتخذ الجيش قراره بالدخول اليه.