في أمسية رياضية ثقافية
تغطية – عبدالله الجرداني:
استضافت الخيمة الرمضانية لحارة الشمال بولاية مطرح ضمن أمسيات الشهر الفضيل النجم الدولي علي بن عبدالله الحبسي حارس مرمى منتخبنا الأول ونادي ريدينج الإنجليزي في أمسية حملت عنوان “واقع الاحتراف الحقيقي في كرة القدم”، وقد رعى الأمسية سعادة توفيق بن عبدالحسين اللواتي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية مطرح بحضور شيوخ وأعيان الولاية وعدد من رؤساء أندية محافظة مسقط والمحافظات الأخرى وعدد آخر من الإعلاميين الرياضيين وأبناء الولاية المهتمين بالشأن الرياضي.
اتسمت الأمسية بالحضور المكثف وأدارها المحلل الرياضي سيف بن سلطان الغافري والمحلل الرياضي عبدالعزيز الحبسي في حوار حي ومباشر مع الجمهور الحاضر ، وفي بداية الأمسية ألقى أنور بن عبدالرحمن الخنجري كلمة رحب في مستهلها براعي المناسبة والمشاركين في الأمسية والحضور وأشار إلى أن الاحتراف يراود أحلام معظم لاعبي كرة القدم في العالم إلا أن طريقه ليس بالشئ الهيّن وليس ممهدا بالورد، فهو يتطلب مجهودات فردية وجماعية كبيرة ويتطلب التفرغ الكامل لامتهان اللعبة كمهنة أو صنعة يتقاضى فيها اللاعب لقاء ممارسته اللعب مبالغ وحوافز وفق عقود محددة، ومع متغيرات الحياة نجد أن الاحتراف لابد منه لتطوير قطاع كرة القدم كونه النافذة التي يطل من خلالها اللاعب أو المنظومة الرياضية لتجويد العمل الرياضي وفق مرئيات عملية تنصب نحو تحقيق هدف الارتقاء باللعبة أو المؤسسة الرياضية بشكل عام، وأوضح أن الأندية والاتحادات المحلية في الدول المتقدمة تعمل بروح احترافية وتطبق مفاهيم الاحتراف والاستثمار المدروسة بعناية من أجل الحصول على مكاسب أكبر.
وقال الخنجري: أن الفكر الاحترافي لا يقتصر على اللاعب فقط ، وإنما يجب أن يطغى على كل النواحي الأخرى المعنية بالجانب الرياضي وذلك باحتراف المسؤولين عن اللعبة أولا حيث أن كرة القدم يجب ألا تدار من قبل هواة متطوعين بل من خبراء محترفين للإدارة بحيث لا يكون العمل عشوائيا أو تدخل فيه المصالح الشخصية أو يتسم بالجهل الرياضي، ويجب على الجميع أن يتفاعل مع متطلبات ثقافة الاحتراف الرياضي والتي لها مردود في تطور مهارات اللاعبين.
وأضاف: من هنا نذّكر بضرورة وجود نقطة انطلاق أكاديمية لدراسة ثقافة الاحتراف في السلطنة وفقا للمعايير الدولية التي تتطلبها اللعبة، وأن يعمل في ذلك المختصون والمهتمون بثقافة الاحتراف من أجل تطويره والارتقاء به لتحقيق أهدافه، وعندما نذكر الاحتراف الرياضي أو الرياضة بشكل عام فإننا نحاول من خلال لقاءاتنا هذه أن نذكّر المعنيين بالشأن الرياضي بضرورة الاهتمام بالناشئة في الأزقة والشوارع الخلفية من مدننا وحاراتنا العتيقة المغيّبة بشكل لافت للنظر، فهذه الزوايا المنسية بها من المواهب الرياضية التي يمكن أن يؤخذ بيدها، وهي بحاجة إلى اهتمام وعناية، وبحاجة إلى ملاعب ومدرّبين وتربويين يكون جل اهتمامهم بهؤلاء اللاعبين الصغار المتعطشين لممارسة هواياتهم المفضّلة.
الحبسي خير ممثل
المحلل والناقد الرياضي سيف الغافري تحدث في مستهل الأمسية وشكر أبناء حارة الشمال بولاية مطرح على تنظيم الفعالية، وقال : نحاول من خلال الأمسية أن نقدم الصورة الكاملة التي قدمها الكابتن علي الحبسي وشرفنا بها في المحافل الدولية حيث يشيد به الكل من داخل وخارج السلطنة، وقبل أيام شاهدنا حلقة تلفزيونية بعنوان “بالقرآن اهتدينا” مع فهد الكندري رفع خلالها الحبسي رؤوسنا كعادته فهو خير ممثل ليس لعمان فحسب وإنما للعرب والمسلمين، وأوضح أن المسير الذي قدمه الكابتن خلال 14 سنة ليس سهلا فالكثير من اللاعبين لم يكملوا في الدوريات الأوروبية، إنما الحبسي بإيمانه وصبره وأخلاقه وطموحه لتحقيق أهدافه لا يزال باق إلى الآن والكل يشيد به.
وحول مسألة الاحتراف بيّن أن كرة القدم بحاجة إلى احتراف إذا ارتأينا مواكبة الركب من الدول الأخرى للوصول إلى أهدافنا وطموحاتنا ، وكذلك رغبة الشباب لتمثيل السلطنة ورفع علمها بشكل متواصل لتشييد بنية قوية يعوّل عليها في رياضة الكرة، فالرياضة جزء لا يتجزأ من جوانب عدة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك ، والكثير من الدول تعمل على تطوير الرياضة بغية رفد اقتصادها.
الاحتراف مستويات
وأوضح المحلل والناقد الرياضي عبدالعزيز الحبسي أن الدول الخليجية كانت غير مطبقة للاحتراف ولايزال بعضها إلى الآن كالكويت والبحرين، لكن منذ عام 2004 دخلت قطر والإمارات عالم الاحتراف وسبقتهما المملكة العربية السعودية منذ 1994م، وقال: لقد رأينا التفاوت الذي حدث بالنسبة لنتائج أنديتنا أو حتى منتخباتنا، فعلى سبيل المثال مشاركاتنا الخليجية على مستوى الأندية، ففي عام 1986 كان نادي ظفار ثالث الخليج في وقت كانت فيه أندية الخليج على نفس المستوى بمشاركة الهلال السعودي والعربي الكويتي وبقية الأندية الخليجية، وفي عام 1989 توّج نادي فنجا بطلا للخليج رغم تشابه الظروف ، أما حاليا فقد زادت بيننا وبينهم ، حيث تغير نظام العمل الرياضي لديهم ونحن لا زلنا نمارس نفس العمل الإداري، فإذا رغبنا في المنافسة سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات فلابد من تغيير نظام العمل حيث لا وجود اليوم للهواية، بل أن غيرنا تعدى مستوى الاحتراف الداخلي إلى الاحتراف الخارجي ، فعلى سبيل المثال وفي فترة من الفترات كان مستوى كوريا واليابان قريب جدا من مستوى المملكة العربية السعودية والإمارات، فدولة مثل الإمارات لم تتأهل لكأس العالم منذ عام 1990وافتقدت للتواجد في أعلى المستويات، بينما اللاعب الياباني يتواجد في أعلى المستويات أمثال اللاعب هوندا وكاجاوا، فكيف نطالب بلاعب يتواجد بمستوى هواية بأن ينافس لاعب آخر في أعلى درجات الاحتراف.
وأضاف: أن موضوع الاحتراف له عدة مستويات، فمستوى الاحتراف في أسبانيا وانجلترا ليس نفسه الذي بالسويد أو بلجيكا على سبيل المثال ، وكذلك الاحتراف في اليابان ليس كالذي بالسعودية، ونحن مازلنا نطالب بأول درجات الاحتراف باعتباره له العديد من المكاسب أولها المجال الاقتصادي وخير مثال الدوري الانجليزي الذي يرفد اقتصاد بلاده بــ 60 مليار باوند سنويا وهنا تكمن أهمية الاحتراف.
14 عاما من الاحتراف
وعن مسيرته الرياضية والاحتراف الحقيقي الذي عاشه الأمين علي الحبسي في أوروبا وما واجهه من تحديات قال أبو رناد: الأغلبية منكم تابع مسيرة علي الحبسي ومشواره الرياضي وأنا فخور جدا لأني أمثل بلدي في دوري رياضي يعد من أفضل الدوريات وهو الدوري الانجليزي، وقال: 14 سنة من الاحتراف خارج السلطنة ليست بالشيء الهيّن ، فهناك صعوبات كثيرة وربما معاناة لا أستطيع التعبير عنها ولكن الحمدلله وبالتوكل على الله ودعوات الوالدين ودعوات الجمهور استطعت أن أتغلب على تلك العوائق.
ثم سرد الحبسي مسيرته الرياضية التي بدأت في نادي المضيبي وقال: اكتشفني أخي عبدالعزيز الحبسي وحينها كنت مهاجم وحوّلني إلى حارس ولذلك أدعو له دائما وأشكره نظرا لحسن إتقانه في الاختيار ، بعدها لعبت في المراحل السنية ثم موسمين أو ثلاثة في الفريق الأول ثم انتقلت لنادي النصر ولعبت أربعة أشهر ، ثم أتى الحلم الذي كنت أتمناه وهو الاحتراف الخارجي ، ووفقي الله سبحانه وتعالى أن أحترف مع نادي “لين” النرويجي لثلاثة مواسم وكانت نقلة كبيرة لي.
وأضاف: مشواري الاحترافي هو الفترة الأصعب من جميع النواحي، سواء في حياتي الشخصية أو كحياة احترافية في الجانب الكروي أو حتى من الجانب الإعلامي الذي استفدت منه أشياء كثيرة، فالصعوبة هي النقلة الكبيرة بعدما عشت في ولاية المضيبي، فالغربة وأجواء النرويج في البداية كانت صعبة جدا ومازلت أتذكر عندما نزلت مطار النرويج كانت درجة الحرارة 16 تحت الصفر لكن إرادتي وعزيمتي لأن أكون أول لاعب عماني محترف جعلتني أواصل المشوار وأتغلب على التحديات بكل عقلانية وتأني ، وأحب أشكر إخواني وكل أهلي الذين كان لهم الدور الكبير في دعم مشواري الاحترافي، فالإنسان الناجح خلفه بالتأكيد أناس آخرون يقدمون له النصح والإرشاد للطريق الصحيح ، والحمدلله ربي وفقني بعائلة لها الدور الكبير لما وصلت إليه من نجاح فعمري وقتئذ كان 20 عاما وكنت بحاجة إلى التوعية.
واستطرد قائلا: الفترة الأولى في النرويج لم أبدأ كأساسي وبعد سبع مباريات تقريبا وجدت الفرصة والحمدلله استطعت أن أثبت وجودي ثم لعبت الموسم كاملا، وفي الموسم الثاني بعدما أصبحت لدي الدراية الكاملة للتعامل مع الدوري النرويجي من حيث الأجواء واللاعبين والمدربين وأصبحت أكثر راحة وبالتالي لعبت الموسم كاملا وحصلت على لقب أفضل حارس في الموسم ووصلت مع النادي إلى المباراة النهائية في الكأس ولكن خسرنا فيها، وفي الموسم الثالث حصلت على جائزة أفضل حارس أيضا وحصل الفريق على المركز الخامس فكانت تجربة ناجحة قدمتني للاحتراف بالدوري الانجليزي الذي يعتبر الشيء الأسمى وهدفي الرئيسي منذ خروجي من السلطنة فالحمدلله وقعت مع نادي “بولتن” ولعبت معه خمسة مواسم ثم نادي “ويجن أتلاتيك” ولعبت خمسة مواسم أيضا وحصلت على جوائز عديدة وكأس انجلترا، والآن أنا في نادي “ريدنج” قدمت فيه موسما مميزا وحصلت فيه على جائزة أفضل لاعب كما حصلت على شارة كابتن الفريق وهذا تشريف وفخر لي ولأبناء بلدي والحمدلله.
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / حارسنا الأمين علي الحبسي يسرد حكايته الاحترافية في الدوري النرويجي والانجليزي