كانت السياسة العمانية ولا تزال خير معبِّر عن علو الحكمة وسمو الفكر في طريقة التعاطي وسياسة الأمور وإدارة الدولة وسياسة الناس، فهي ليست بحاجة إلى إثبات هويتها وسمو علوها ومكانتها، وقوة تأثيرها ودورها، وهي سياسة واضحة ومكشوفة أمام الجميع، ارتكزت على مبادئ وقيم وثوابت سليمة وصلبة مكنتها من أن تحتل الرفعة العالية، وتنال السمعة الطيبة الكبيرة، وتحظى بالثقة العالية، وتكون محل أنظار، ومحط اهتمام، ومكان تشاور ومنطلق حلول ورؤى، ومنبع سلم وسلام، ومرتكز استقرار واطمئنان.
إن من يعطي قيم السلام والاستقرار والرخاء والتنمية اهتمامها الذي يليق بها، ويولي حقوق الإنسان احترامها، والمصالح والتواصل الإنساني والثقافي، ويعظِّم معاني الإنسانية، ويستشعر روح الإخاء والمودة والتواصل بين الشعوب، ويعمل على ما يجمعها ويحقق السلام بينها، ويرى في التواصل والعلاقات الطيبة مكامن العطاء والتنمية والرخاء والاستقرار والأمان، لا يمكن إلا أن يكون قد امتلك مقاليد الحكمة والرؤية السديدة وبُعد النظر، وتشرب المبادئ والقيم، وغير ذلك من القسمات والصفات الإنسانية والخلقية الحميدة.
وتعد مشاركات السلطنة في مختلف المحافل الدولية، والمناسبات العالمية، استمرارًا لإرث تاريخي ضارب في القدم، وحرصًا على بقاء جسور المحبة والمودة والتواصل الحضاري والإنساني والثقافي والاقتصادي، وبناء المزيد من الجسور التي تقرب ولا تبعد، وتدعيم العلاقات الطيبة وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة، ويديم سبل التواصل.
وتأتي رحلة سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية) إلى أوروبا ومشاركتها المناسبات والفعاليات الوطنية لدولها الصديقة معبرًا حقيقيًّا عن حرص السلطنة على تعزيز علاقتها وتدعيم صداقتها مع هذه الدول وشعوبها، حيث عكست رحلة السفينة من خلال طاقمها وبرامج مشاركاتها ما تتمتع به السلطنة من تاريخ وحضارة وإرث وتراث ومبادئ وقيم، وحرص على التبادل الحضاري والثقافي والتواصل مع حضارات الأمم الأخرى وثقافاتها، ومشاركة شعوبها مناسباتهم، فقد حازت سفينة (شباب عمان الثانية) اهتمامًا كبيرًا من قبل شعوب الدول التي زارتها كفرنسا وهولندا، حيث توالى الزوار على السفينة والتعرف عليها وعلى طاقمها وما تحمله من تراث وثقافة وحضارة وتاريخ عماني متجذر. ولم تقتصر رحلة السفينة على الحضور وإنما المشاركة في المسابقات والفعاليات بصورة فاعلة، ما مكنها من إحراز جائزة الصداقة الدولية لمهرجان الحرية للسفن الشراعية الطويلة وجائزة السفينة الأفضل ظهورًا في ميناء أسخيفين بمدينة لاهاي بمملكة هولندا، وجائزة المركز الأول على المستوى العام في المنافسات الرياضية بين طواقم السفن.
على الجانب الآخر واصلت أجنحة رسل السلام تحليقها جنبًا مع جنب سفينة (شباب عمان الثانية) وذلك من خلال معرض رحلة عمان السلام الرابعة الذي شهد هو الآخر إقبالًا كبيرًا من مواطني ومقيمي جمهورية سويسرا والذي أقيم بمركز كاندير يستيج الكشفي الدولي للتدريب بسويسرا والذي نظمه قادة كشافة السلطنة ضمن الرحلة التي تنظمها المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة شمال الباطنة بالتعاون مع المديرية العامة للكشافة والمرشدات والتي تشمل زيارة ثلاث دول أوروبية وهي (النمسا وسويرا وألمانيا) في رحلة تستمر حتى الـ26 من يونيو الجاري. وقد سجل المعرض توافد الزوار من مختلف دول العالم، حيث عكس المقومات السياحية الثقافية والتمازج الحضاري والتواصل التاريخي لأبناء السلطنة مع مختلف دول العالم، وما تميز به الفكر العماني من ثقافة التعايش السلمي وتقبل الآخر في إطار من التعايش الإنساني، الأمر تمكن معه الزوار من التعرف عن قرب على السلطنة وسياستها وسمات أبنائها ومقوماتها وطبيعتها.
المصدر: اخبار جريدة الوطن