بعد سبات عميق للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، استيقظت اللجنة مفاجئة العالم ـ كما في كل مرة ـ بتقرير هزيل لا يساوي الحبر الذي كتب به، وبعد مخاض عسير وطويل توصي فيه بضرورة توقّف “إسرائيل” عن بناء المستوطنات وعرقلة التنمية الفلسطينية، وتخصيص أراضٍ يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها في المستقبل ليقتصر استخدامها على إسرائيليين، وأن السياسة الإسرائيلية تقوّض على الدوام إمكانية نجاح حل الدولتين.
قليلة المناسبات التي تتذكر فيها هذه اللجنة العتيدة بأنها مكلفة بمسؤولية أخلاقية تمثل لب القضايا وعلى حلها لا يتوقف استقرار منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما يستتب الأمن والسلم الدوليان، وأن هناك إرهاب دولة صهيونيًّا يمارس صباح مساء ضد الشعب الفلسطيني بمختلف ألوانه وشتى أشكاله في البر والبحر والجو، وفي السياسة والاقتصاد والأمن والثقافة والاجتماع، إرهاب دولة لم يسلم منه لا البشر ولا الشجر ولا الحجر.
وكما هو معلوم وثابت في سياسة كيان الاحتلال الإسرائيلي أنها لا ترحب بأي موقف أو تقرير أو بيان يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الصراع العربي ـ الإسرائيلي وتستغرق في الإطراء وسبك الثناء حوله إلا إذا كان خادمًا لمشروع الاحتلال الإسرائيلي الساعي إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومنسجمًا معه؛ لذا كان من الطبيعي أن يرحِّب مكتب المتطرف بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال بما ورد في التقرير الهزيل للجنة الرباعية، وإن كان اعترض على جزئية “الإنشاءات الإسرائيلية في الضفة الغربية تمثل عائقًا أمام السلام”، إلا أن هذا الاعتراض ليس اعتراض امتعاض أو غضب، وإنما هو اعتراض مغلف بالتوجيه لتلافي مثل هذه العبارات في أي تقرير مستقبلي قد يصدر من اللجنة، هذه هي حقيقة السياسة الإسرائيلية.
كما أن هذا التقرير الهزيل بالمقابل من الطبيعي أن تكون له ردة فعل غاضبة ليس من قبل الفلسطينيين أنفسهم، وإنما من قبل كل غيور على كل قطرة دم وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، وكل رافض لمظاهر الظلم والعنصرية واغتصاب الحقوق والنهب والسرقة والقتل والإرهاب التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. فتقرير اللجنة الرباعية يمثل انتكاسة حقيقية، ولو لزمت الصمت وبقيت في سباتها لكان خيرًا لها من أن تطلع على العالم وتستفز مشاعر المكتوين بعنصرية الاحتلال الإسرائيلي وإرهابه وإعداماته الميدانية، وبعمليات النهب والسرقة المستمرة لأراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة، إذ كيف يعقل وفي ظل هذه المظاهر والانتهاكات والعنصرية والإرهاب وجرائم الحرب أن تنتقد القادة الفلسطينيين لعدم إدانتهم بشكل واضح وثابت عمليات الدفاع عن النفس التي يقوم بها الفلسطينيون، بينما آلة الحرب والاغتيال الميدانية وأنياب التوحش والعنصرية الإسرائيلية المتعطشة دومًا للدم الفلسطيني والعربي موغلة في الجسد الفلسطيني والعربي؟ ثم إن دعوة اللجنة في تقريرها إلى تخصيص أراضٍ للجانب الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية عليها، هي دعوة تتنافى مع قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، وبالتالي ـ وكما فند الفلسطينيون أيضًا ـ إن “أي تقرير لا يتضمن انسحابًا كاملًا من حدود العام 1967، بما يشمل مدينة القدس المحتلة، ولا يتضمن إقرارًا بعدم شرعية الاستيطان، لن يؤدي إلى سلام حقيقي ودائم، بل سيؤدي لمزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
إن هذه اللجنة الرباعية لسلام الشرق الأوسط المكلفة بمتابعة أعمال مؤتمر مدريد والبحث عن تسوية لم تقم بأي إنجاز يذكر، بل إن وظيفتها ـ كما يبدو ـ هي النوم والصمت، ثم الاستيقاظ والنطق كفرًا، ووظيفتها هذه لا تعكس سوى عنوان واحد وهو أن اللجنة عنوان للتواطؤ الدولي في خدمة مشروع الاحتلال الإسرائيلي.
رأي الوطن : الرباعية الدولية .. للتواطؤ مع الاحتلال عنوان
بعد سبات عميق للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، استيقظت اللجنة مفاجئة العالم ـ كما في كل مرة ـ بتقرير هزيل لا يساوي الحبر الذي كتب به، وبعد مخاض عسير وطويل توصي فيه بضرورة توقّف “إسرائيل” عن بناء المستوطنات وعرقلة التنمية الفلسطينية، وتخصيص أراضٍ يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها في المستقبل ليقتصر استخدامها على إسرائيليين، وأن السياسة الإسرائيلية تقوّض على الدوام إمكانية نجاح حل الدولتين.
قليلة المناسبات التي تتذكر فيها هذه اللجنة العتيدة بأنها مكلفة بمسؤولية أخلاقية تمثل لب القضايا وعلى حلها لا يتوقف استقرار منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما يستتب الأمن والسلم الدوليان، وأن هناك إرهاب دولة صهيونيًّا يمارس صباح مساء ضد الشعب الفلسطيني بمختلف ألوانه وشتى أشكاله في البر والبحر والجو، وفي السياسة والاقتصاد والأمن والثقافة والاجتماع، إرهاب دولة لم يسلم منه لا البشر ولا الشجر ولا الحجر.
وكما هو معلوم وثابت في سياسة كيان الاحتلال الإسرائيلي أنها لا ترحب بأي موقف أو تقرير أو بيان يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الصراع العربي ـ الإسرائيلي وتستغرق في الإطراء وسبك الثناء حوله إلا إذا كان خادمًا لمشروع الاحتلال الإسرائيلي الساعي إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومنسجمًا معه؛ لذا كان من الطبيعي أن يرحِّب مكتب المتطرف بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال بما ورد في التقرير الهزيل للجنة الرباعية، وإن كان اعترض على جزئية “الإنشاءات الإسرائيلية في الضفة الغربية تمثل عائقًا أمام السلام”، إلا أن هذا الاعتراض ليس اعتراض امتعاض أو غضب، وإنما هو اعتراض مغلف بالتوجيه لتلافي مثل هذه العبارات في أي تقرير مستقبلي قد يصدر من اللجنة، هذه هي حقيقة السياسة الإسرائيلية.
كما أن هذا التقرير الهزيل بالمقابل من الطبيعي أن تكون له ردة فعل غاضبة ليس من قبل الفلسطينيين أنفسهم، وإنما من قبل كل غيور على كل قطرة دم وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، وكل رافض لمظاهر الظلم والعنصرية واغتصاب الحقوق والنهب والسرقة والقتل والإرهاب التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. فتقرير اللجنة الرباعية يمثل انتكاسة حقيقية، ولو لزمت الصمت وبقيت في سباتها لكان خيرًا لها من أن تطلع على العالم وتستفز مشاعر المكتوين بعنصرية الاحتلال الإسرائيلي وإرهابه وإعداماته الميدانية، وبعمليات النهب والسرقة المستمرة لأراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة، إذ كيف يعقل وفي ظل هذه المظاهر والانتهاكات والعنصرية والإرهاب وجرائم الحرب أن تنتقد القادة الفلسطينيين لعدم إدانتهم بشكل واضح وثابت عمليات الدفاع عن النفس التي يقوم بها الفلسطينيون، بينما آلة الحرب والاغتيال الميدانية وأنياب التوحش والعنصرية الإسرائيلية المتعطشة دومًا للدم الفلسطيني والعربي موغلة في الجسد الفلسطيني والعربي؟ ثم إن دعوة اللجنة في تقريرها إلى تخصيص أراضٍ للجانب الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية عليها، هي دعوة تتنافى مع قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، وبالتالي ـ وكما فند الفلسطينيون أيضًا ـ إن “أي تقرير لا يتضمن انسحابًا كاملًا من حدود العام 1967، بما يشمل مدينة القدس المحتلة، ولا يتضمن إقرارًا بعدم شرعية الاستيطان، لن يؤدي إلى سلام حقيقي ودائم، بل سيؤدي لمزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
إن هذه اللجنة الرباعية لسلام الشرق الأوسط المكلفة بمتابعة أعمال مؤتمر مدريد والبحث عن تسوية لم تقم بأي إنجاز يذكر، بل إن وظيفتها ـ كما يبدو ـ هي النوم والصمت، ثم الاستيقاظ والنطق كفرًا، ووظيفتها هذه لا تعكس سوى عنوان واحد وهو أن اللجنة عنوان للتواطؤ الدولي في خدمة مشروع الاحتلال الإسرائيلي.