احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن : جهد وطني يوثق مكنونات التاريخ العماني

رأي الوطن : جهد وطني يوثق مكنونات التاريخ العماني

إن التاريخ العماني هو جزء لا يتجزأ من ضمير هذا الوطن، وجزء من الذاكرة الوطنية، وهو أحد مقومات الشخصية والهوية العمانية، فهو الشاهد على التفاعلات الحياتية والتطورات والراصد لها طوال حقبه، مبينًا الدور الذي لعبه العمانيون في صناعة حضارتهم، وقوة تأثيرهم في الإقليم والتفاعل مع الحضارات القديمة.
فالتاريخ العماني حافل بالإنجازات الإنسانية والإسهامات التي يشار إليها بالبنان، ومن يتتبع حضارات العالم القديم، وقاراته القديمة سيجد الدور العماني حاضرًا من خلال جسور الحضارة والتواصل الثقافي والاقتصادي والتجاري التي حرص العمانيون على إقامتها؛ لذلك تمثل عملية التوثيق لهذا التاريخ وصونه وتنقيحه، والحفاظ عليه من السطو والتشويه عملية وطنية، وحاجة ملحة، وتتطلب جهدًا وطنيًّا وخاصًّا، لا يتوقف فقط على الجهات المعنية، وإنما يتعدى هذا الجهد إلى كل مواطن، فشواهد العصر حافلة بالكثير من الأمثلة على غياب تواريخ وثقافات أمم وشعوب، أو اندثارها إما نتيجة تكاسل أصحابها عن توثيقها وصونها، وإما جراء عمليات الاستهداف الممنهجة التي طالتها.
إن من يتتبع التاريخ العماني على مدى حقبه يجد حجم التأثير والدور للحضارة العمانية، والمساحة الجغرافية التي امتدت عبرها هذه الحضارة، ويبرز المعرض التاريخي “عمان في الخرائط التاريخية والعالمية” الذي افتتح أمس الأول، وبتنظيم من محافظة مسقط ممثلة بمكتب والي مسقط، بالتعاون مع الباحث في التاريخ العماني الدكتور محمد بن حمد الشعيلي، حدود الانتشار والتواصل للامبراطورية العمانية وإسهاماتها.
ويأتي المعرض توثيقًا وطنيًّا ورصدًا أمينًا للتاريخ العماني من خلال أكثر من (90) خريطة تنوعت في تفاصيلها ومعلوماتها التاريخية، وعرضت بطريقة مغايرة مبتكرة تشد الزائر وهو يتجول ليتعرف على واقعها الجغرافي، حيث التعرف على الإرث الحضاري والتاريخي لعُمان. ويعكس قدرًا كبيرًا من الجهود التي تبذلها حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ من أجل صون التاريخ العماني والثقافة والهوية العمانية، ونفض الغبار عن مكنونات التاريخ العماني، وتفنيد الحقائق ودحض المزاعم، ومواجهة محاولات التشويه والتطاول أو المساس. كما يكتسب المعرض أهمية كبيرة ليس من خلال التوثيق عبر الخرائط القديمة المنتقاة والتي تبرز الوجود العماني الموغل في القدم والراسخ في شموخه، وإنما أيضًا العمل على ربط أبناء هذا الوطن بتاريخهم، وربط حاضرهم بماضيهم ومستقبلهم، ووضعهم في صورة الحقائق التاريخية، وتعريفهم بحضارتهم العمانية، وحدود تأثيرها ووصولها واتساع جغرافيتها، وكذلك إضافة معلومات جديدة إلى رصيد معارفهم، ومعارف الزائرين لهذا المعرض من المقيمين.
ولأن الخرائط ـ وكما أكد منظمو المعرض ـ تعد واحدة من أهم الوسائل لفهم الماضي وحفظ الحقوق وقراءة التاريخ، فإن هذا المعرض يأتي ليقدم تلك الوثائق الشاهدة على عمق التاريخ العماني وتأثيره في صناعة الأحداث والمواقف بامتداد هذا الكيان الجغرافي واتساع رقعته عبر العصور والأزمان. كما أن هذا المعرض يعد إسهامًا وطنيًّا يحسب لمنظميه أراد أن يوصل رسالة سامية ووطنية إلى أبناء عمان للتمسك بهويتهم وثقافتهم وتاريخهم والاعتزاز بهذا الرصيد والفخر به، والذود عنه، ويؤكد أن الشخصية العمانية كانت ولا تزال متميزة بسمات استثنائية أعطتها القدرة على التعايش والتواصل وتبادل المنافع والمصالح، فضلًا عن قيم التسامح واحتضان الآخر.. وفي هذا المعرض دعوة لتوثيق التاريخ والتراث العماني وصونه، وتضمينه المناهج الدراسية، وربط الأجيال الحاضرة والقادمة بتاريخها وهويتها وتعظيم قيم الولاء والانتماء لهذا الوطن العزيز.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى