احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن : ليبقى الجميع فـي أمان

رأي الوطن : ليبقى الجميع فـي أمان

ما يصدر من بيانات وإحصاءات حول أعداد المصابين بمرض فيروس كورونا “كوفيد 19” تطالعنا بها وزارة الصحة يوميًّا يجب أن لا نتوقف عنده بالتعبير عن القلق وإبداء الخوف ورسم الاستنتاجات والتحليلات فحسب، وإنما يستوجب الأمر تظهير مواقف ومسؤوليات تستند إلى المعاني والقيم النبيلة وقيم الانتماء وصور الوعي والإخلاص والتفاني الثابتة التي يتحلى بها أبناء عُمان الأوفياء، والتي دائمًا ما تكون عند الموعد، وتظهر في أجلى صورها وأحنى أشكالها وأجمل تعبيراتها عند الشدائد والأزمات. وليس اليوم ثمة أزمة أشد من أزمة كورونا “كوفيد 19” وما أخذت تفعل فعله في المقدرات والمكتسبات والإنجازات، ما يتطلب إبداء القدر الكافي واللازم حيالها ومواجهتها، والحد من تأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية.
إن عُمان تناديكم اليوم يا أبناءها الأوفياء لتقفوا معها وقفتكم الوطنية والمخلصة، ولترسموا لوحة وطنية تتكامل فيها تلك المعاني والمشاعر وتتضافر الجهود، والتي دأبتم على الدوام على رسمها وإبرازها أمام العالم أجمع لتبقى عُمان نقية ودرة مصانة، بوعي وسواعد وانتماء وولاء أبنائها، وشامخة بشموخ جبالها ورجالها وعلمائها وعظمائها وقادتها، فمهما تحدثنا عن خطر فيروس كورونا، ومهما قرأنا أرقام المصابين بالفيروس والمتوفين به وتداولناها في إعلامنا ومجالسنا وهواتفنا فإن ذلك لن يقدم لعمان شيئًا، ولن يسدي لها نفعًا، ولن يخدمنا جميعًا، ولن يقينا شر الوباء، ما لم تكن قراءتنا للأرقام المتوالية يوميًّا قراءة ليست عابرة، وإنما قراءة واعية ومقدرة وناظرة إلى الحاضر المبتلى بالجائحة وشكل المستقبل الآتي بعده، نظرة قارئ مقتدر يمتلك الأدوات الكافية لفهم حقيقة ما يجري، وإدراك المعنى وعمقه للأرقام المرتفعة ومدى تأثيرها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والصحي، ومدى تأثيرها خارجيًّا.
إن القراءة الواعية المستنيرة لتصاعد الأرقام ووصولها إلى ألفي إصابة ونيف تستدعي منا جميعًا أن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة لنستقرئ آثارها على القطاع الصحي في بلادنا وما يتحمله من أعباء وأحمال ثقيلة جدًّا، ليس من حيث الأجهزة والمعدات والأبنية والأسرة والتكاليف المالية فحسب، وإنما أيضًا من حيث الآلام النفسية الهائلة التي تتراكم على الكوادر الطبية، التي وجدت نفسها في فوهة مدافع فيروس كورونا، وتجد أن هناك من يعمل على بقائها في هذه الفوهة باستهتاره وتهاونه وعدم مبالاته، ولنستقرئ أن المنظومة الصحية لها طاقة محددة وإذا كان حجم العبء والضغط يتجاوز طاقتها فإنها آيلة إلى العجز ـ لا سمح الله ـ ما يعني أن هناك من يتعمد صنع الخراب ويتعمد جر الآلام والأحزان إلى كل أسرة في المجتمع، كما أن حجم الكارثة والخراب سيكون مضاعفًا حين تفقد المنظومة الصحية قدرتها على تقديم خدماتها لذوي الأمراض المزمنة ولذوي المواعيد وغيرهم، ولنستقرئ أن توسُّع رقعة الانتشار لوباء كورونا لن يكون أثره مقتصرًا على القطاع الصحي، وإنما سيشمل باقي القطاعات الخدمية والإنتاجية الأخرى، أي بلوغ مرحلة الشلل ـ لا سمح الله.
لذلك، وقفة التفكير والتقدير، ومراجعة النفس، والتحلي بالوعي والأخذ بالأسباب، والتقيد بالقرارات والإجراءات الاحترازية والوقائية والتعليمات الصحية، المدخل الحقيقي والوطني، واللحظة الزمنية الفارقة للاستجابة للنداء الوطني والرأفة بالوطن وأبنائه ومكتسباته والحفاظ على استقراره وتنميته، وليبقى الجميع في أمان.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى