بزهوة الألوان.. بألوان الطيف المتداخلة مع بعضها وتأثيراتها،وتحية لك عزيزي القاريء بجمال الألوان ورونقها الذي يبعث في أنفسنا الكثير من الدلالات والمعاني والأحاسيس،وكثيراً ما نسمع أحب هذا اللون، وهذا هو لوني المفضل، أجمل الألوان لدي….وما أروع هذا المكان! أو هذا المكان أثار عندي التوتر النفسي لماذ؟
فهل تعلم أن لكل لون مغزى ومعنى وتأثير في علم النفس؟ هل تعلم هناك علم خاص بالألوان يسمى سيكلوجية الألوان (علم النفس اللوني).
فعلم النفس اللوني ما هو إلا دراسة تدرج الألوان كتحديد لسلوك وتصرفات الفرد… لما في ذلك من تأثير اللون نفسه على طبيعة إحساس الفرد وذلك يعتمد على أي لون وقعت عليه عيناه…. فعند النظر إلى لون معين يحفز النشاط الذهني للعقل على إحساس أو عاطفه معينة… فهل هذا ممكن؟
وهل يؤثر اللون بشكلٍ كبير على نمط الشعور اللحظي؟! فعلى سبيل المثال كالإحساس بالجوع، أو الإحساس بالكسل أو النشاط …الانجذابأوالكره وإلى آخره من المشاعر المختلفة والمتضاربة.
ألم نتساءل يوماً… لماذا المطاعم تقوم بطلي الجدران باللون الدافيء أو ذات الطابع الرومانسي والهادئة… هل تعلم السبب في ذلك هو زيادة الإحساس بالجوع؟!
إن لغة الألوان لغة عينية (مرئيه) تنقل اللون إلى صورة ذهنية بالعقل ومنها إلى الإحساس والمشاعر وهنا ترتبط بإحساس ونفسية الذات الانسانية……فهل من الممكن ذلك؟
وكيف لا ولغة الألوان؟ ما هي إلا تأثيراً ذهنياً وعاطفياً في آن واحد.
وبالطبع يجب بأنلا نغفل أن لكل شخص له لونه المميز والمفضل النابع من نمط شخصيته والكاريزما النفسية التي يتميز بها عن غيره. وبالرغم من تأثيرات سيكلوجية اللون على ذهن وعاطفة الشخص ولأنه يراها في جميع جوانب حياته المختلفة… فهناك بعض التفسيرات النابعة من تفسير ذاتي للفرد…… ولكن لا ننكر بأن هناك تفسيرات نظرية وعلمية ثابته ودقيقة لعلم النفس اللوني يجب الأخذ بها… لأن هذه التفسيرات لها ارتباط وثيق في تحديد نمط الشخصية والاحساس في كاريزما الفرد.
فكيف نطبق هذا العلم اللوني في حياتنا المعتادة؟ هل لاحظت يوما عزيزي القاريء وعند ذهابك إلى مكان ما شعرت بالإزعاج؟ أو بالهدوء؟ أو التوتر؟ القلق؟ الخوف؟ الراحة؟ إن حدث لك أحد هذه العوارض تأكد أن اللون الغالب على هذا المكان قد أثر عليك إما بالسلب أو الإيجاب.
واعلم إن للألوان تأثير نفسي كبير على الحالة اللحظية التي مررت بها…. فهناك فئتين من الألوان، وهما… الألوان الباردة، الألوان الدافئة وهناك فرق كبير بينهما لتحويل الإحساس الذهني من حالة إلى أخرى. ما هي الألوان الدافئة؟ هي مشتقات اللون الأحمر، والأصفر، والبرتقالي وهي تثير عدة مشاعر مختلفة ومتناقضة من الدفء والراحة إلى اثارة الغضب في النفس.
أما الألوان الباردة مشتقات اللون الأخضر والأزرق والأرجواني عادة تبعث الإحساس بالهدوء والتأمل والحزن. جميل أن نفهم دلالات اللون وتفسيراته وتأثيراته علينا وكيف نستطيع التغلب على الحالة النفسية التي قد تؤرقنا… وأيضا هي افادة لنا في معرفة نمط الشخصيات التي نتعامل معها فلكل نمط شخصية لون وذلك تبعا لتفسيرات اللون في علم النفس.
إن للألوان أهمية كبيرة في حياة الانسان من جميع نواحي حياته المختلفة، وذلك لما لكل لون تأثيره النفسي وتحديد نمط شخصيته، مما يسهل التعامل مع المحيطين بنا… فالألوان ليست مجرد موجات واهتزازات ضوئية فحسب بل هي ذات تأثير نفسي كبير يصل إلى أعماق الذات البشرية. منها الإيجابي كالحب والفرح والسعادة والعطاء والصفاء والتسامح … ومنها لها تأثير سلبي جدا كالحزن والزعل والغضب والعداء والانزعاج والقلق والتوتر.
لذلك نرى في بعض الأحيان قد يتغير اللون المفضل للشخص من فترة لأخرى ومن مرحلة لأخرى وذلك يعتمد على تطور وتغير شخصيته، وظروف حياته، وذوقه…. وذلك لما تحمل هذه الألوان من تفسيرات مختلفة.
الأبيض النقاء والصفاء لذلك صاحب الشخصية الطيبة يميل لهذا اللون..
أما الشخصية التي قد تتميز بنمط من الغموض والرقي تحب اللون الأسود ومشتقاته فهو لون التناقض لأنه يمتص ألوان الطيف فتارة يكون لون العتمة والكآبة وأخرى لون الارتقاء بالذات وتعظيمها.
أما الشخصية المرحة والحذرة تحبذ اللون الأحمر وكيف لا وهو لون التنبيه والقوة والحيوية والنشاط.
ونأتي إلى نمط الشخصية الحالمة الهادئة والتي تميل إلى اللونالأزرق لما يتمتع هذا اللونمن الهدوء والعمق.
ونمط الشخصية ذو الطابع الديني والثقافي تميل إلى اللون البنفسجي لما يوحي هذا اللونبالهدوء والراحة والطمأنينة.
وأما الشخصية المعطاءة والتي تحبذ اللون الأخضر فهو لون الطبيعة والزرع، والشخصية المميزة والجذابة تحبذ اللون الأصفر فهو لون الجاذبية… وغيرها من الألوان التي لها دلاتها المختلفة والتي تميز نمط الشخصيات التي قد نتعامل معها.
وليكن نمط شخصيك مختلف ومميز ولتكن ألوانك المفضلة هي ألوان الطيف الجميلة المتداخلة ولتتنوع شخصيتك بكل ما هو إيجابي من كل لون باختلاف تفسيراته…. لون حياتك بألوان الطيف… ركز على اللون الذي يبعث الإيجابية والسعادة لذاتك… وابتعد عن اللون الذي قد يسبب لك الأرق والتوتر ويجعلك تنظر بجانب سلبي للحياة… إن باختيارك للألوان التي تبعث الإيجابية يساعدك ذلك على تطوير ذاتكنحو الأفضل يساعدك على النجاح واتخاذ القرارات السليمة لما يبعث هذه النمط من الألوان الراحة والطمأنينة والعقلانية.
رفيف بنت عبدالله الطائية
Rafif.altaie@gmail.com
المصدر: اخبار جريدة الوطن