– تيلرسون: الوضع النهائي للقدس سيترك للتفاوض
– أعضاء مجلس الأمن : القرار الأميركي غير منسجم مع القرارات الأممية
القدس المحتلة ـ عواصم ــ الوطن ــ وكالات:
استشهد أمس شاب فلسطيني وأصيب المئات في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بحسب ماأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وذلك خلال مسيرات ضد الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال . يأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن أي قرار نهائي بشأن وضع القدس سيعتمد على المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. في حين انتقد مندوبو الدول الأعضاء لمجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة، قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتبروا أن القدس الشرقية أرضا محتلة مؤكدين أن وضع المدينة يجب أن يتم تحديده فقط عبر المفاوضات. كما أكد سفراء السويد وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا لدى الأمم المتحدة أن القرار الأميركي “لا يتطابق مع قرارات مجلس الأمن الدولي”. وقالوا في بيان صدر عقب اجتماع طارىء لمجلس الأمن إن قرار ترامب “لا يخدم فرص السلام في المنطقة” ودعوا “كافة الأطراف والفاعلين الإقليميين إلى العمل معا للحفاظ على الهدوء”.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن محمد المصري (30 عاما) لقي حتفه الجمعة، بعدما أصابته ذخيرة حية شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأن أكثر من 35 فلسطينيا آخرين أصيبوا في المواجهات ذاتها، يرقد اثنان منهم في حال حرجة. وتلك هي أول حالة وفاة منذ اندلاع المواجهات في أنحاء الأراضي الفلسطينية، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وخطته لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إنه خلال الاشتباكات على الحدود قام الجنود “بإطلاق النار بشكل انتقائي على اثنين من المحرضين الأساسيين”. وأكد إصابتهما.
وشهدت مدن الضفة الغربية والقدس وغزة، مسيرات احتجاجية ضد قرار ترامب، فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة أكثر من 300 شخص في مختلف المدن، بين إصابات بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز.
وخرج المئات من المساجد بعد صلاة الجمعة للتنديد بالقرار الأميركي، فيما تطورت الاحتجاجات إلى مواجهات مع القوات الإسرائيلية في بعض المناطق. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن احتجاجات خرجت في 30 موقعا في أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة، مضيفا أن القوات الإسرائيلية ألقت القبض على 6 أفراد.
وشهدت مدينة البيرة الملاصقة لرام الله، استنفارا لجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح أمس الجمعة، حيث نصب الجنود خياما واعتلى العشرات منهم التلال، وأطلق الجنود الإسرائيليون على فترات رصاصا مطاطيا على المحتجين، حسبما أفاد مراسل “الوطن”. وفي الخليل أصيب 4 فلسطينيين بالرصاص الحي، خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية، وفي جنوب مدينة نابلس، أصيب عشرات الفلسطينيين جراء قنابل الغاز المسيل للدموع، بعد مواجهات مع قوات الاحتلال.
سياسيا، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في مؤتمر صحفي في باريس مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان “فيما يتعلق بباقي القدس، لم يشر الرئيس إلى أي وضع نهائي بالنسبة للقدس”. وأضاف “لقد كان واضحا جدا بأن الوضع النهائي بما يشمل الحدود سيترك للطرفين للتفاوض بشأنه واتخاذ قرار”.
هذا، وعبرت الأمم المتحدة خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن عن “القلق البالغ إزاء مخاطر تصاعد العنف” إثر قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بشكل احادي بالقدس عاصمة لاسرائيل. وقال المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف خلال الجلسة في كلمة عبر الفيديو من القدس انه تم اعلان “ثلاثة ايام غضب” من “السادس الى التاسع من ديسمبر”، محذرا من مخاطر “تطرف”. واكد المسؤول الاممي على ان “القدس هي القضية الاشد تعقيدا” في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي مشيرا الى ان القدس تمثل “رمزا” للديانات الاسلامية والمسيحية واليهودية مشددا على ان وحده “التفاوض بين الطرفين” هو الوسيلة لتقرير مصير المدينة المقدسة. ودعا نيكولاي ملادينوف قادة العالم الى “التحلي بالحكمة” لاعادة الهدوء الى المنطقة.
وطلبت عقد اجتماع الجلسة الطارئة لمجلس الامن مصر والسنغال والاورغواي وبوليفيا والسويد وفرنسا وايطاليا والمملكة المتحدة. وتعتبر الكثير من الدول القرار الاميركي انتهاكا لقرارات الامم المتحدة. وقال السفير المصري عمر ابو العطا ان قرار ترامب “انتهاك للشرعية الدولية” مشيرا الى ان القدس “مدينة محتلة”. وذكر نظيره السويدي اولوف سكوغ بالقرار 2334 الذي اعتمد في 23 ديسمبر 2016 الذي يؤكد ان مجلس الامن الدولي “لن يعترف بأي تغيير في حدود الرابع من يونيو 1967 بما يشمل القدس، الا اذا اتفق الطرفان عبر مفاوضات”. وكان تم اعتماد هذا القرار ب 14 صوتا في مجلس الامن مع امتناع واشنطن عن التصويت. واضاف الدبلوماسي السويدي انه “حان الوقت للتقدم باتجاه اتفاق مفصل للسلام”.
المصدر: اخبار جريدة الوطن