تأتي المراسيم السلطانية السامية التي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأصدرها أمس لتفتح صفحة جديدة لنهضة عمان المتجددة والطامحة إلى بدء عهد جديد، تسمو فيه طموحات القيادة السامية لتحقيق المزيد من التطلعات من أجل غد مشرق لعمان وشعبها الوفي، عبر إعادة هيكلة منظومة الجهاز الإداري للدولة ووضع أسس متينة, وضخ دماء جديدة لتمضي عمان بخطى حثيثة تشق طريق المستقبل الزاهر الحافل بالمزيد من التقدم والرخاء والنهضة المستدامة .
لقد أتت هذه المراسيم السلطانية السامية، والتي تميزت بشموليتها، لتشمل القطاعات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والتنموية بشكل شامل، وبذلك تتبلور ملامح وخطوات العمل للمرحلة القادمة، وتهيئة القطاعات والمؤسسات بما يتواءم مع الأوضاع الاقتصادية للبلاد و الجوانب التي تتاثر بها القطاعات و العوامل التي من شأنها أن تساهم في تحقيق التقدم والاستقرار، والعمل على النهوض بالجوانب التي تحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل للنهوض بها .
وبما أن المواطن يشكل دائما الأهمية في سلم أولويات القيادة الحكيمة، فإن هذه المراسيم السامية تضع في سلم أولوياتها النهوض بالقطاعات كافة، لتؤدي دورها الرئيسي في خدمة المواطن أينما كان، وتوفر له السبل الكفيلة بتقديم الخدمات والرعاية له، فبنهوض هذه القطاعات وتجديد طاقتها ودمائها خصوصا المناصب العليا بهذه المؤسسات، فإن ذلك سيشكل منعطفا إيجابيا مهما يصب في مصلحة المواطن، ومصلحة مؤسسات الدولة بشكل عام.
وفي امتزاج واضح بين تلاحم المواطن والقيادة تابع أبناء السلطنة الأوفياء تلك المراسيم عصر أمس، وهم فرحون مستبشرون بغد مشرق على عمان، متوسمين الخير في كل خطوة يخطوها قائدهم ومجدد نهضتهم، فقد كان ذلك التلاحم ولا يزال عنوان النهضة في عمان، فما أن يخطو قائد البلاد وسلطانها خطوة نحو الأمام بعمان، نجد أبناء الشعب الوفي من خلفه يقفون صفا واحدا معاهدين جلالته ـ أيده الله ـ على السمع والطاعة والسير خلف قيادته الحكيمة بكل ثقة في حكمة القائد ورؤيته السديدة.
اليوم وبعد هذه المراسيم السلطانية تشهد عمان إشراقة شمس جديدة، وصفحة جديدة من صفحات المجد، صفحة عنوانها التضحية والعمل الجاد والمخلص، فكل مرحلة من مراحل النهضة العمانية، كانت مليئة بالبناء والنمو والازدهار، وتبقى المرحلة القادمة رغم كل شيء هامة بما تعنيه الكلمة، والمستقبل يحتاج إلى جهد الجميع وفكر أبناء عمان الأوفياء واخلاصهم تجاه وطنهم، فبتراص الجميع وتعاونهم واخلاصهم تتحقق التطلعات والامنيات وتعزز الاوطان من قدراتها وامكانياتها .
وبعد ان بدأت هذه المرحلة، تبقى الامال بعمل جاد ومخلص تجاه الوطن والمواطن والسلطان، من قبل الجميع وفي مقدمتهم المسؤولون الذين نالوا شرف المسؤولية ليتحملوا امانة عظيمة بإدارة مسؤوليات مؤسسات وقطاعات مهمة في الجهاز الاداري للدولة، ونالوا الثقة السامية من المقام السامي، لبدء مرحلة جديدة، حيث ينظر المواطن الى هذا التغيير بكل تفاؤل لتحقيق الطموحات و الاماني، وتحقيق مزيد من التقدم لعمان.
حفظ الله عمان وجلالة السلطان، وسدد على طريق الخير خطاه.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن