منى ـ وكالات:
بدأ نحو 2,4 مليون حاج منذ فجر أمس الثلاثاء أول أيام عيد الاضحى المبارك، رمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى قرب مكة المكرمة. ونحر الهدي، وذلك عقب نفرتهم من عرفات إلى مزدلفة، بعد أن قضوا فيها ليلتهم.وتقدم الحجاج الذين رددوا التلبية والتكبير في منى، باتجاه جمرة العقبة الكبرى.
وجمع الحجاج في مزدلفة الحصى لرمي جمرات العقبة الثلاث، بعدما أنهوا الركن الأعظم من أركان الحج وهو الوقوف بعرفة.
وبعد الانتهاء من الرمي، يستكمل ضيوف الرحمن شعائر الحج من نحر الهدي وطواف الإفاضة والحلق أو التقصير ثم التحلل من الإحرام. ثم يعود الحجيج إلى منى، ليقضوا فيها بقية أيام التشريق لغير المتعجلين.
ويقضي الحجيج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين ، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.
وأحضرت مي خليفة (37 عاما) وهي مصرية مقيمة في الرياض الحصى في كيس صغير، وتقول أنها ليست خائفة من الازدحام. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية “هذا أول حج لي ان شاء الله. الرحلة ممتعة جدا رغم التعب والمشقة”. وعلى الرغم من الازدحام والحوادث السابقة فأنها تؤكد “لا يوجد خوف أو أي شيء. بالعكس نحن في حماية الله”.
وانتشر عدد كبير من عناصر الأمن لإرشاد الحجاج إلى موقع جمرة العقبة الكبرى. بينما سعى آخرون لحث حجاج انتهوا من أداء مناسكهم على المغادرة لافساح المجال أمام غيرهم من الحجاج. ومن التسهيلات والخدمات الجديدة، تم إنشاء دار حضانة خاصة للحجيج، تساعدهم في أداء مناسكهم دون تعريض أطفالهم إلى أي مخاطر، فيما انتشر الكشافة ﻹرشاد التائهين، وجلب المفقودين إلى مراكز خاصة، ﻹيصالهم إلى وجهاتهم. وتقوم قيادة أمن الحج، وجهات أخرى عدة، بإرسال رسائل قصيرة للحجيج، عبر التطبيقات الذكية، وعبر رسائل الجوال مباشرة لتوجيههم طوال أيام الحج. وتمكنت المملكة العربية السعودية، من إحداث نقلة نوعية في الحج هذا العام، بعد اعتماد منظومة ذكية بالكامل، ساعدت في سرعة إنجاز دخول الحجاج، وسرعة تحركهم، وذلك عبر اعتماد بنية تقنية ذكية وجديدة، ستكون عنوان الحج في السنوات المقبلة، بما يتوافق مع الرؤية السعودية 2030.وجاء السوداني محمد عثمان (28 عاما) لرمي الجمرات مؤكدا “الحمد الله لن يحدث تدافع أو ازدحام في الحج هذا العام”. وتابع “بعد الجمرات سنذهب إلى الحرم للقيام بطواف الإفاضة” متابعا “لا يمكنني وصف الشعور”.
ويؤكد معين الدين أحمد (35 عاما) الذي قدم من بنجلاديش “أشعر بشعور جيد على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة” التي تجاوزت الأربعين درجة مئوية. ويرى أن “الحكومة السعودية قامت بالاهتمام بكل هذا. هناك الكثير من الأمن والكثير من الانضباط”. وتشكل إدارة حشود الحجاج خصوصا عند رمي الجمرات أحد أكبر التحديات التي تواجهها السلطات السعودية في كل موسم حج. وفي حين يتولى قسم من الحجاج ذبح الاضاحي في مكة ومنى، يقوم قسم آخر بدلا من الذبح بشراء وصل بقيمة نحو مئة دولار يخصص لشراء اضحية يوزع لحمها لاحقا على الفقراء.
المصدر: اخبار جريدة الوطن