إزكي ـ من يوسف بن سعيد المنذري:
شغف المصورين للإطلاع والتعرف عن قرب على ما تختزله الحارات العمانية القديمة من آثار وفنون معمارية قديمة والتي ما زالت تحتفظ برونقها الأصيل وجمالياتها الباهرة لا ينتهي ، وهنا نستعرض تجربة احد المصورين في توثيق معلم وارث حضاري، حيث يرى المصور نائف بن عبدالله الرقيشي عدم وجود مواد بصرية كافية لتخليد عراقة هذه الحارات خوفا من اندثار بعضها أو حتى تغير تكويناتها، وتعد الحارة القديمة بقرية سيماء العلاية بولاية ازكي احدى محطات تجارب المصور نائف في مسار مشوار توثيق المعالم الأثرية القديمة .
وحول هذا العمل تحدث الرقيشي وقال : ينبغي على المصورين ان تكون لهم ادوار ملموسة في البحث عن الآثار القديمة التي تجسد بداخلها المكان الذي احتضن الإنسان في القدم ، وفي ظل ما نشهده من تطور في وسائل التوثيق لن يلامس المصور صعوبة بالغة في توثيق مشاهد جاذبة للسائح كما تعرف الأجيال الناشئة بأهمية هذه الحارات قديما وكيفية بنائها والمواد التي تم استخدامها وجدوى وجود الأبراج في أعاليها ، واردف قائلا : الصورة تختصر المشهد وتعد رسالة وافية لشرح المضمون من نظرة واحدة لكنها بحاجة إلى رؤية ينبثق منها المصور في اخراج عمل يثري المتابع وفي حارة سيماء العلاية وجدت منظرا علوي امتزج بين الطبيعة وعراقة التاريخ حيث تمتد بمحاذاة الحارة مساحات شاسعة لمزارع أشجار النخيل مما تضفي للصورة لمسات جمالية كما شدني البرج العالي الذي يتخذ موقعا استراتيجيا في الجبل وتحيط التكوينات الجبلية بالحارة كأنه مشهد بريشة فنان في فن الرسم .
المصدر: اخبار جريدة الوطن
