أ.د. محمد الدعمي
سبق أن كتبت لـ(الوطن) الغراء عدة مقالات حول تفشي أنماط من السلوكيات الجنسية غير المتوازنة لأعداد لا بأس بها من المسؤولين في الإدارة الأميركية. وقد كان منها فضيحة عضو من أعضاء الكونجرس لأنه كان يرسل صورًا ذاتية (لنفسه) عاريًا إلى شابات، في محاولة لاستدراجهن لعلاقات جنسية خارج حدود الزوجية والأسرة. وإذا كان “صاحبنا” يتبع خطى رئيس أميركي سابق، بيل كلينتون، فإن الفضائح المتزايدة، التي لن تظهر على سطح الآنية الإعلامية حتى درجة الطوفان أحيانًا، تبدو ظاهرة بلا نهاية، درجة أن على الإدارة الأميركية أن تواجه السؤال الذي يفيد، بما يلي: “هل نعاني من أزمة سلوكيات أخلاقية؟” على نحو جاد للغاية، يكفي لاتخاذ إجراءات رادعة؟
وإذا كنت قد لاحظت أنشطة “مواقع الرفقة” escort sites في مقالة سابقة، باعتبارها وكالات خدمات توفير بائعات هوى محترفة، تجهز المسافر إلى مدينة أخرى بما يشتهي من بنات الليل، فإن موقع “آشلي ماديسون” Ashley Madison ، الذي أميط اللثام عنه قبل أيام، قد أمسك برأس خيط تجارة جديدة مدرة للغاية. (لم أكن لأكتب عن هذا الموقع لولا تأكدي من أنه غير قادر على العناية بزبائن من خارج الولايات المتحدة وأوروبا). هذا هو موقع إلكتروني تمكن قراصنة الشبكات الرقمية من خرقه ليميطوا اللثام عن عجائب وغرائب أخرى، عجائب قد تغني المرء عن زيارة غابات “بتاجونيا” وإفريقيا، سوية. تمكن هؤلاء القراصنة أن يكشفوا للرأي العام الأميركي بأن هناك العشرات من الموظفين الفيدراليين الذين يستخدمون حواسيبهم الشخصية (كمبيوتراتهم) في دوائرهم الحساسة، زبائن للموقع أعلاه. وهو موقع كان مؤسسه قد استوحى فكرته من الفظائع التي ذكرتها في أعلاه، بمعنى أنه أو أنها استشعرت “الطلب” المتزايد للمتزوجين من الذكور لتلبية حاجاتهم وفنتازياتهم الجنسية خارج حدود “قفص” الزوجية الشرعية، إذ يذهب إليه الأزواج الذين لا تحقق زوجاتهم لهم ما يحلمون به من ملذات جسدية حسية، وتحت أيقونات من نوع “زواج بلا جنس” sexless marriages، متوسلين الرحمة من أجمل النساء المعروضات فيلمًا على الموقع أعلاه. وهن بدرجة من السخاء والكرم، أنهن “لا يكسرن خاطر” رجل محروم قط، مقابل بدل نقدي، بطبيعة الحال!
القائمة التي أميط اللثام عنها تشمل موظفين في البيت الأبيض والبنتاجون ووكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية وزراء العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، من بين سواهم من المسؤولين الذين يشتركون بالرغبة الجنسية الجامحة مرفقة بمعية سرية فعاليات التنفيس عنها. لذا فإن هذا الموقع الإلكتروني يعد آخر صرخات “البغاء الإلكتروني” لأنه هو موقع “الخيانة الزوجية” المفضل لكل من لا يجد في زوجته ما يكفي من الرغبة والاستعداد للاستجابة للمتخيل من الأنشطة والتمارين الليلية!
وإذا كان الرئيس السابق، كلينتون، قد شكل علامة فارقة على طريق هذا النوع من “الأنشطة اللاصفية”، فإن ثاني أقوى رجل في الولايات المتحدة على عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، السيد دنيس هستريت، رئيس الكونجرس الأميركي والمتحدث الرسمي باسمه حقبة ذاك، لم يتوانَ عن سحب ما لا يقل عن ثلاثة ملايين دولار ونصف المليون من حسابه الشخصي، بدعوى عدم ثقته بالمصارف الأميركية، ليدفعها لفتى جميل المحيا كان هستريت يدربه في “دروس الرياضة” في المرحلة الثانوية، ثم يعتني به عناية خاصة ضمن فريق رياضي قبل بضعة عقود، من أجل شراء صمت الغلام فقط!