على مدار عام مضى عملت شركة “آي بي إم – IBM” على تعاون مع الناقل البحري الأكبر في العالم في مجال شحن البضائع، شركة “ميريسك Maersk” الدنماركية والتي تبلغ قيمة أملاكها من الحاويات والسُفن ما يتجاوز ٦٠ مليار دولار أمريكي. يهدف التعاون إلى إنشاء نظام يعتمد على تقنية بلوك تشين Blockchain لتنظيم معاملات الشحن البحري وإتمام مُعظم العمليات المُتعلقة بها، والتي تحتاج في المعتاد إلى الإستعانة بعدة وُسطاء ومجموعة كبيرة من المُوظفين.
على مدار عام كامل تعاونت الشركتان العملاقتان على المشروع بشكل إختباري دون أن يحمل المشروع إسما فعلياً، ولكن اليوم، وبعد نجاح كبير حققه هذا التشغيل التجريبي، أعلن تحالف IBM-Maersk عن اسم رسمي للمشروع هو TradeLens وعن إنضمام ٩٢ شريك جديد الى المشروع من بينهم شركة Hamburg Sud عملاق الشحن البحري الألماني، ليتحول المشروع بذلك فعلياً إلى المُستقبل القادم لتقنيات الشحن البحري في العالم.
يُعد قطاع الشحن البحري من القطاعات الحيوية في العالم، حيث يتولى ذلك القطاع إمداد العالم كاملاً بالسلع الحيوية بشكل مُستمر، وتُمثل الشركات ال٩٢ المُنضمة إلى التحالف الجديد ما يُقدر ب٢٠٪ من سلسلة إمداد السلع في العالم أجمع، ويشمل شركات تخدم ٢٣٥ ميناء بحري حول العالم.
يهدف مشروع TradeLens إلى تيسير كافة الخدمات والتعاملات المُتعلقة بصناعة الشحن البحري، اعتماداً على تقنية بلوك تشين ، ويشمل ذلك خدمات إعداد الشحنات، وإرسالها، ومُتابعتها، حيث يحتاج – على سبيل المثال – الإستعلام عن مكان شحنة بحرية بالطريقة التقليدية إلى الإستعانة بخمس شركات وساطة مُختلفة، وهو ما سيتم إختزاله بإستخدام نظام TradeLens إلى عملية إلكترونية واحدة.
ويُنتظر أن يحقق الإعتماد كلياً على نظام إلكتروني مُترابط، مثل TradeLens، وفقاً لتقرير نشرته مُنظمة التجارة العالمية وفرا في تكلفة الشحن البحري يُقدر ب١٧,٥٪ من التكلفة الحالية، ما يُعزز من أرباح ذلك القطاع، كما يجعله أكثر توافراً للمُصدرين والموردين خاصة في الدول النامية. ولكن التوسع في إعتماد هذا النظام الإلكتروني مُستقبلاً رُبما يعني مزيد من التوفير في تكلفة الشحن تُقدره الشركات بما قد يصل الى ٤٠٪ من التكلفة الفعلية الحالية نظراً لوفر أكبر في الوقت الذي يتم إهداره بين كل خُطوة وأُخرى خلال عملية الشحن، والذي يُمكن خفضه الى صفر مع الأنظمة الإلكترونية الجديدة.
أما عن الفائدة المُنتظرة العائدة على IBM من تطوير النظام، فيُقدر تقرير قيمة سوق الخدمات الإلكترونية التي تدعم قطاع الشحن بحلول العام ٢٠٢٦ ب٣٢ مليار دولار أمريكي. وتُخطط الشركة لمُحاسبة المُستفيدين بالخدمة بتكلفة ثابتة لكل حاوية. جدير بالذكر أنه خلال الفترة التجريبية السابقة تم تجربة النظام في إتمام ١٥٤ مليون معاملة مُختلفة.
التدوينة كيف ستُحدِث تقنية “بلوك تشين” ثورة في مجال اللوجيستيات والنقل البحري ؟ ظهرت أولاً على عالم التقنية.
المصدر: أخبار التقنية