كولالمبور ـ وكالات: تجاهد فرق الإغاثة للوصول إلى المناطق التي اجتاحتها الفيضانات في شمال شرق ماليزيا، بينما اتهم الضحايا الحكومة بالتباطؤ في إيصال المساعدات لهم في أسوأ سيول تشهدها ماليزيا منذ عقود.
وقتل خمسة أشخاص على الأقل واضطر أكثر من 120 ألفا لمغادرة منازلهم بسبب الفيضانات الهائلة التي نجمت عن الامطار الموسمية. وقالت هيئة الارصاد الجوية انها لا تتوقع اي تحسن قريب في مقاطعات كيلانتان وتيرينجاوز وباهانج.
ووصل رئيس الوزراء نجيب رزاق الذي واجه انتقادات حادة بعد نشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام يظهر فيها وهو يمارس رياضة الجولف مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في هاواي، إلى كيلانتان لإدارة عمليات الإغاثة بعدما اختصر زيارته لهاواي.
واعترف نائب رئيس الوزراء بأن عمليات الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة مثل أعطال الكهرباء والطرق المهدمة، لكنه أكد في الوقت نفسه أن السلطات “تفعل ما بوسعها لضمان وصول الأغذية” للأشخاص الذين يواجهون أوضاعا صعبة.
وقال “اعترف بأن الوضع يشكل تحديا لعمال الإنقاذ ونبذل كل جهدنا للتأكد من وصول الغذاء إلى الضحايا”.
وشوهدت مروحيات عسكرية وشاحنات في منطقة كوتا بارو عاصمة مقاطعة كيلانتان بالقرب من الحدود مع تايلاند، لكن ارتفاع منسوب المياه بسرعة كبيرة والتيارات القوية تعيق عمليات الإنقاذ بينما لم تعد الطرق في المناطق المتضررة صالحة للاستخدام.
وأكد النائب في حزب العمل الديموقراطي المعارض ليم كيت سيانج أن “الحكومة الماليزية لم تتوقع مدى حجم الفيضانات”.
وقال إن “قوة الفيضانات وحجمها فاجأت السلطات وبدت أسوأ بكثير مما كان يتوقع وتجاوزت كل الخطط والاستعدادات”.
وفي كيلانتان التي يقودها الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا تظاهر أشخاص تجمعوا في مركز للمساعدة مكتظ خارج كوتا بارو، بينما تستمر الأمطار في الهطول في المناطق المجاورة.
وقالت فرحانة سوهادا (23 عاما) وهي تضم رضيعها إلى صدرها “إنني غاضبة منهم (الحكومة). لا تهمنا السياسة التي يتبعونها لكن نريد أن تفعل الحكومة ما يتوجب عليها فعله”.
وفرحانة اضطرت لمغادرة منزلها قبل أربعة أيام بسبب ارتفاع مستوى المياه. وهي من بين مئتي شخص لجأوا إلى مدرسة من طابقين. وأكدت أنها “فقدت كل شيء” وأنها لا تملك ما يكفي من الطعام والمياه لابنها.
وقالت سوهادا “خسرت كل شيء بما في ذلك منزلي الذي تضرر كثيرا وسيارتي ودراجتي النارية”.
وتمدد بعض ضحايا هذه الفيضانات على الأرض وكان أطفال يجرون من حولهم.
وكيلانتان واحدة من أكثر المناطق تضررا بهذه الفيضانات. وقد بدت عاصمتها كوتا بارو من الجو وكأنها بحيرة وحل غطت المنازل.
وتلقى الأشخاص الذين فروا من المناطق المنكوبة مساعدة وعلاجا في مستشفى جامعة سينس ماليجا الواقعة بالقرب من كوتا بارو.
وقال أحد رجال الإنقاذ لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته “مرت ثلاثة أيام لكن التيارات ما زالت قوية جدا والأحوال الجوية السيئة تسبب صعوبات للجميع”.
وتشهد هذه المنطقة باستمرار فيضانات خلال موسم الأمطار لكن الوضع هذه السنة أسوأ من المعتاد.