مع اقتراب الموعد الطبيعي والمعتاد لبدء العام الدراسي الجديد, تتكاثر الأسئلة حول طبيعة هذا العام في ظل الظرف الاستثنائي الحالي واستمرار جائحة كورونا، خصوصًا وأن أكثر التوقعات تفاؤلًا ترى أن توافر اللقاح سيكون قبل نهاية العام الحالي؛ أي مع اقتراب انتهاء الفصل الدراسي الأول وفقًا للتوقيتات السابقة للعام الدراسي .. ليبقى تحقيق معادلة الحفاظ على صحة أبنائنا وتمكينهم من حقهم في التعليم يستوجب دراسة شاملة لكافة الجوانب.
ومن خلال الاستبانة التي دعت وزارة التربية والتعليم شرائح المجتمع إلى المشاركة فيها، تم تناول عدد من البدائل لتوفير التعليم خلال العام الدراسي القادم 2020/2021م، وذلك من خلال دراسة الواقع المحلي والتشاور مع المديريات التعليمية بالمحافظات، والاستفادة من التجارب الدولية، لا سيما فيما يتعلق بالتعليم المدمج الذي يجمع بين التعليم الإلكتروني والتعليم داخل الفصل، حيث إن كل بديل يحتاج إلى العديد من الترتيبات والآليات لتنفيذه.
فبديل الذهاب إلى المدرسة بشكل يومي مع تقليل الكثافة الطلابية، وأخذ الاحترازات الصحية اللازمة يستدعي النظرة في القدرة الاستيعابية للمدارس، وكيفية زيادة عدد المقاعد والصفوف للتعامل مع عملية تقليل الكثافة.
كذلك فإن تحديد صفوف ذات أولوية تربوية لذهاب طلابها إلى المدرسة، وبقاء طلاب باقي الصفوف في المنزل للتعلم عن بُعد يتطلب أيضًا النظر في المناهج والمقررات الدراسية، وهل تسمح بوضعها الحالي بالتعلم عن بُعد، كما ينبغي أيضًا الوضع في الاعتبار أن الصفوف من مرحلة ما قبل التعليم المدرسي والسنوات الأولى لمرحلة التعليم الأساسي يصعب تطبيق التعلم عن بُعد معها، وهو ما ينطبق أيضًا على بديل بقاء الطلاب في المنزل والتعلم عن بُعد خلال الفصل الدراسي الأول، والعودة إلى المدارس خلال الفصل الدراسي الثاني في حالة ضعف أو تلاشي الجائحة، وأيضًا مع بديل الجمع بين ذهاب الطلاب إلى المدرسة لبعض الأيام والتعلم عن بُعد في أيام أخرى؛ إذ إن كل هذه البدائل تستدعي دراسة شاملة لكافة جوانبها قبل الشروع في تطبيقها.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن
