برؤية معرفية مغايرة شاملة
كتب ـ خميس السلطي:
في عالم يتعاظم، حيث ألق الإدهاش ومساربه الواسعة، تسجل الصورة حضورها المعرفي وهي تتراقص في جداول عملية واقعية غير منقطعة، تسجل ذلك الترحال في خبايا كوكبنا المترامي الأطراف، ليكون لحالها لسان يسرد ماهيتها وخصوصيتها وحقائقها التي قد تتوارى بين ثنايا الوقائع والأحداث، لكن لنقل تلك الماهية رأي آخر محفز يقودنا للإطلاع والحرص على معرفة ما هو جديد ومغاير، وهذا ما ألفناه ونحن نتصفح الموسوعة الإعلامية الشاملة، (موسوعة الوطن) الصادرة عن المؤسسة العمانية للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع للكاتب والزميل الإعلامي محمود سرحان في عددها الـ25 في عامها الحالي.
في هذا العدد يشير الزميل الكاتب الصحفي محمود سرحان إلى الدعم المتواصل من قبل الأستاذ محمد بن سليمان الطائي رئيس تحرير جريدة (الوطن) المدير العام، ذلك الدعم الذي جعل لرؤية هذه الموسوعة أفاقا رحبة تواكب جل التطورات والأحداث الواقعة غير الاعتيادية في عالمنا المتداخل.
وفي كل عام يأتي الإعلامي سرحان ليقول كلمته المتفردة، حيث خبايا المفردة وحكايات الصورة، ولكن في هذا العام وعلى وجه الخصوص يسجل ألقه بروح مغايرة، تتمثل في الإصرار على وضع بوادر التغيير والتجديد، وفي حديث له يسجله من خلال كلمته الافتتاحية وهو يدعو القراء الكرام ليقفوا معه : تعالوا نرجع من البداية لنعرف الحكاية .. حكاية (فكرة أصبحت موسوعة)، ويضيف: تطورت الفكرة كل عام من صفحتين إلى أربع صفحات .. ثم إلى ملحق 16صفحة تابلويد “الحجم الأصغر” للجريدة لتتوالى السنوات والتطور مستمر إلى أن تصبح مجلة عدد صفحاتها 48 صفحة في العام 1998 باسم”طرائف الوطن” وتستمر إصداراتها لتتحول حجمها بعد ذلك إلى حجم الكتاب لزيادة عدد صفحاته وعدد أبوابه.
المتتبع لعمر هذه الموسوعة الشاملة يدرك تماما أن الرسالة المعرفية لها أسست لتكون مرجعا علميا ومعرفيا وتقريريا في الوقت ذاته، لتضيف إلى عالمنا الورقي روح الأصالة في خضم الصدام اليومي مع العالم الإلكتروني الذي تشوبه الكثير من التناقضات والمفارقات رغم تقدمه هو الآخر وسفره خارج نطاق الفكر في غالب الأحيان.
وندرك تماما بأن سرحان دائما ما يحرص على تطعيم أبواب الموسوعة المتمثلة في 20 بابا، وهي (عمانيات) و(الرياضة) و(آثار) و(فضاء) و(أخبار علمية) و(أرقام قياسية) و(تكنولوجيا) و(سيارات) و(طب) و(نحت) و(كوارث) و(حوادث) و(جرائم) و(تحف) و(حيوانات) و(أزياء) و(زفاف) و(مواليد) و(معمرات) و(ملكات جمال العالم) و(الكاريكاتير)، يطعم ذلك بكل ما هو نوعي غير اعتيادي ليجدد حقيقة المعلومة مع المتابع والقارئ لهذه الموسوعة.
في هذا العدد تحديدا وعندما نسافر بنظرة استكشافية نجد تلك الطباعة الفاخرة التي ترافق كل سطر من أسطر (موسوعة الوطن)، مع العناية في اختيار الصور والتعليقات والتي جاءت حتما كنتيجة تراكمية للسنوات التي قضاها في الجانب الإعلامي.
ففي باب عمانيات يتقرب سرحان من حيث نبض التراث والأصالة العمانية وما يوثق حقيقة عمان الضاربة في عمق التاريخ، من مسندم إلى ظفار، إلى بيضة الإسلام نزوى، مرورا بما حققه الإنسان العماني ليضاف إلى سجل التاريخ العالمي وغير ذلك الكثير من المعطيات التي تجعلنا حتما نذهب لأن نقتني هذا العدد النوعي.
أما في مجال الرياضة العمانية على وجه الخصوص، فهنا يحتفي الإعلامي محمود سرحان بفوز منتخبنا الوطني في دورة كأس الخليج الـ23 بالكويت، محاولا إيداع المغاير في هذه الدورة لتبقى في الذاكرة العمانية والعربية على حد سواء.
أما في باب الآثار فهو يأخذنا حيث البدايات الأولى للإنسان واستطيانه على هذه البسيطة، مقدما لنا وجبة من الطرائف والعجائب لحياة هذا الإنسان.
أما في باب الفضاء فيتقرب محمود سرحان، حيث آخر ما توصل إليه العلم في هذا الشأن بما في ذلك التنافس الدولي للوصول إلى العوالم الأخرى مع فرد لأخبار التليسكوبات والمحطات العالمية وبيان أخبارها.أما في باب الأرقام القياسية فيأخذنا المعد لموسوعة (الوطن) الشاملة إلى التضاد من حيث الأرقام والأحجام والألوان وآليات الابتكار في عوالم التسابق نحو الرفد بما هو جديد.
وفي باب الكاريكاتير مع الفنان ياسين خليل، تبقى هي الأخرى الناطقة بصوت فرشاة دقيقة في الوصف، فهي تنقل واقع الأمة من مشرق الأرض إلى مغربها، مع إيضاح حال الأمة العربية وما وصلت إليه من تراجع وأزمات وخيبات تراكمت وتعاظمت في أحيان كثيرة. أضف إلى الأبواب الأخرى والتي تسرد حقيقتها مجرد الإطلاع على هذه الموسوعة العمانية الشاملة التي تفرعت بأغصانها تحت ظل (الوطن).
وبعد رحلة استمرت 25 سنة يطفئ الزميل والإعلامي محمود سرحان الشمعة الـ 25 أيضا ويحتفل مع قرائه من خلال ألق الصورة وبهاء الكلمة باليوبيل الفضي لموسوعة (الوطن) الشاملة.
المصدر: اخبار جريدة الوطن