كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي ووليد محمود :
دخل الإعصار المداري (ميكونو) أمس إلى محافظة ظفار مسببا هطول أمطار غزيرة جدا تراوحت بين 200 إلى 600 ملم ورياح شديدة وتعاظم في أمواج البحر وارتفاعها وتغلغلها إلى اليابسة في المناطق المنخفضة كما أدت الأمطار إلى نزول كل أودية المحافظة بغزارة وفيضانها وجريانها إلى السدود التي تم فتحها لتستوعب أكبر كمية من مياه الأمطار ،حيث قامت اللجنة الوطنية للدفاع المدني بالتنسيق مع اللجان الفرعية بمحافظة ظفار والجهات المعنية بإخلاء أكثر من 10 آلاف شخص إلى مراكز الإيواء البالغة 65 مركزا في محافظتي ظفار والوسطى بواقع 7 مراكز إيواء في محافظة الوسطى و 58 مركزا في محافظة ظفار معظمهم من الجنسيات الآسيوية ،كما أعلنت اللجنة وفاة طفلة تبلغ من العمر 12 سنة إثر خروجها من المنزل وتعرضها للرياح الشديدة وارتطامها بجسم ثابت.
وأوضح التحذير رقم (6) الذي صدر عن الهيئة العامة للطيران المدني بأن آخر تحاليل المركز الوطني للإنذار المبكر تشير إلى استمرار تأثير الإعصار بتصنيف إعصار من الدرجة الأولى على سواحل محافظة ظفار مع هطول الأمطار المتفاوتة الغزارة على محافظتي ظفار والوسطى مصحوبة برياح شديدة السرعة وأمطار رعدية غزيرة جدا تتراوح بين 200 إلى 600 ملم أدت إلى فيضان الأودية .
وأشار التحذير إلى ارتفاع أمواج البحر وبلوغها من 8 إلى 12 مترا مع ارتفاع مستوى مياه البحر وتوغلها في اليابسة في المناطق المنخفضة .
وكانت اللجنة الوطنية للدفاع المدني قد عقدت أمس مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عدد من أعضاء اللجنة من مختلف القطاعات المشاركة حول أهم وأبرز ما تم اتخاذه من إجراءات احترازية تصب في الحد من وقوع خسائر أثناء تأثر المحافظة بالإعصار .
وأكد المقدم فيصل بن سالم الحجري رئيس المكتب التنفيذي للجنة الوطنية للدفاع المدني على أن تأثيرات الحالة المدارية أصبحت واضحة من خلال التوقعات والتي تتمثل في ارتفاع منسوب المياه والرياح الشديدة وتعاظم أمواج البحر .
وأشار الحجري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر اللجنة الوطنية للدفاع المدني إلى أن المرحلة الحالية والتي تسبق دخول الحالة المدارية الى اليابسة تعول على التوعية العامة والإخلاء وأوضح أن للإعلام دورًا كبيرًا في إيصال المعلومات الصحيحة للمواطنين والمقيمين والتوعية .
وقال الحجري إن المنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة قامت بعملية الإخلاء وتوفير مراكز للإيواء مزودة بكافة المستلزمات الضرورية حيث تم إجلاء 10 آلاف شخص من محافظتي ظفار والوسطى .
وأكد رئيس المكتب التنفيذي للجنة الوطنية للدفاع المدني على توفير السلع الاستهلاكية والوقود والمياه والسلع الأساسية في السوق المحلية ،أما من الجانب الصحي تم توفير أماكن مناسبة للمرضي وإجلاء الحالات الحرجة إلى محافظة مسقط وتعزيز المراكز الطبية بالكوادر والأدوية والمستلزمات الأساسية والضرورية .
من جانبه قال حسن بن علي العجمي من قطاع الخدمات الأساسية أنه تم تفعيل خطط الطوارئ في محافظتي ظفار والوسطى والتنسيق مع فرق الإغاثة والإيواء بحيث يتم توفير الخدمات الأساسية ، والتنسيق مع القطاع الصحي وتجهيز مولدات كهربائية في حالة صعوبة عودة التيار الكهربائي .
وأكد العجمي أن الدور الأكبر يتمثل في مرور الحالة المدارية وهو استرجاع الخدمات في أسرع وقت ممكن مشيرا إلى أن الفرق الفنية جاهزة للتعامل مع الأوضاع بعد انتهاء الحالة المدارية .
من جانبه قال ماجد بن خالد البلوشي من قطاع الاتصالات : إنه تم تفعيل خطة الطوارئ والوقوف على جاهزية شبكات الاتصالات للمشغلين خلال الحالة المدارية وبعد انتهائها كما وجهت هيئة تنظيم الاتصالات شركات الاتصالات لتفعيل خاصية التجوال المحلي في محافظة ظفار .
وأشار البلوشي إلى انقطاع التيار الكهربائي في ضلكوت ورخيوت تأثرت شبكات الاتصالات ، كما حدث خلل واحد في محطة واحدة وتم إصلاحه من قبل الفريق المختص ،كما سقطت محطة واحدة دون أي أضرار بشرية وتم التعامل معها .
الإغاثة والايواء
من جانبه قال حمود بن محمد المنذري منسق قطاع الاغاثة والايواء على المستوى الوطني بأن كافة مراكز الايواء البالغ عددها 65 مركزا في محافظتي ظفار والوسطى استقبلت 10 آلاف شخص معظمهم من الجنسيات الآسيوية ،مؤكدا بأن هذه المراكز مجهزة بكافة المعدات والمستلزمات الضرورية من مؤن وخدمات أساسية ضرورية تكفي جميع من هم في مراكز الإيواء إضافة إلى الخدمات الأمنية اللازمة .
وأشار المنذري إلى أنه تم التعامل مع قرابة 700 عامل أمس كانوا في سكن إحدى الشركات ،حيث تم نقلهم إلى أحد مراكز ايواء في صلالة .
وأكد حمود المنذري أن وزارة التنمية ترحب بجميع المبادرات الخيرية التي تأتي من المواطنين بشرط أن تكون منظمة وتأتي عن طريق التنسيق مع جهات الاختصاص وقد وفرت وزارة التنمية الاجتماعية أرقاما للتواصل حول هذا الشان حيث سيقوم المختصون بتوجيه أصحاب المبادرات إلى المكان والإجراءات التي يجب اتباعها .
السدود آمنه
من جانبه أكد المهندس محمود بن محمد العزري مدير دائرة موارد المياه بمحافظة ظفار بأن سدود الحماية والتغذية بمحافظة ظفار تستطيع أن تستوعب كميات كبيرة من مياه الأمطار القادمة إليها من الأودية ،وأن السدود مطمئنة وهي مصممة لاستقبال كميات من الأمطار تفوق ما يتوقع من خلال هذه الحالة الجوية .
ومن باب الطمأنينة بشكل أكبر فقد تم فتح السدود لتجري المياه في بطون الأودية وضمان عدم تأثر السدود بكميات لا تستوعبها من المياه ، موضحا بان السدود تعمل بكفاة عالية وتتم متابعتها بشكل مستمر .
قطاع الموانئ
من جهتها قالت وزارة النقل والاتصالات بأنه تم التعامل مع 51 سفينة خشبية للصيادين وأخرى تجارية متواجدة في ميناء صلالة حيث تم إجلاء العاملين بها ووضعهم في أماكن آمنة عن طريق المختصين حيث بلغ عددهم 260 عاملا وتم إخلاؤهم إلى مراكز الإيواء في صلالة .
المصدر: اخبار جريدة الوطن